استنفار أمني في المغرب منعاً لتسلل المهاجرين الأفارقة

21 يوليو 2017
مهاجرون يتسللون إلى المغرب عبر الجزائر (إيسوف سانوغو/فرانس برس)
+ الخط -
رفع المغرب درجة اليقظة والاستنفار على حدوده مع الجزائر، من خلال إرسال تعزيزات من عناصر الدرك والجيش، بهدف منع أية محاولات لتسلل مهاجرين قادمين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء.

ويأتي التحرك المغربي لتكثيف المراقبة على حدوده مع جارته الشرقية، في سياق توالي تقارير تشير إلى وجود الآلاف من هؤلاء المهاجرين غير النظاميين يستقرون في النيجر، وينتظرون الفرصة المواتية للتوجه إلى المغرب عبر الجزائر، بعد أن صارت الوجهة الليبية غير مرغوب فيها بسبب الوضع الأمني المتدهور هناك.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض بمراكش، محمد الزهراوي، أن "اجتماع مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية المغربية في هذه الظرفية يندرج في إطار مقاربة استباقية واستشرافية".

وشرح الزهراوي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن المغرب يسعى إلى حماية أمنه القومي من المخاطر الجديدة والمتعددة، والتي ظهرت بالتزامن مع الوضع الجديد للمملكة كقوة إقليمية صاعدة في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط".

ولفت المتحدث إلى أن من أبرز المخاطر الجديدة التي باتت تفرض نفسها على الحدود المغربية الشرقية المتاخمة للجزائر، ظاهرة ارتفاع عدد المهاجرين غير النظاميين الأفارقة الراغبين في دخول المغرب.

كذلك بيّن أن هذه الظاهرة تفاقمت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، بسبب ثلاثة عوامل رئيسية، الأول نتيجة المقاربة الإنسانية التي يتعامل بها المغرب مع المهاجرين الأفارقة.

ورأى المحلل ذاته أن هذا المعطى تعزَّز، خاصةً بعد تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين الأفارقة، وتحسين ظروف إقامتهم وتمتعهم بكافة حقوقهم، إذ أصبح المواطن الأفريقي ينظر إلى المغرب كبلد إقامة واستقرار، وليس كبلد عبور كما كان سابقاً.

العامل الثاني، بحسب الزهراوي، هو استغلال الجزائر هذا الملف الإنساني المرتبط بالهجرة، لمحاولة إغراق المغرب بالمهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء والساحل، معتبراً أن "الجزائر توظف مأساة هؤلاء المهاجرين للتشويش على المغرب، خصوصاً بعد عودته إلى الاتحاد الأفريقي"، على حدّ قوله.

غير أن الحكومة الجزائرية نفت هذا الطرح، متهمةً على لسان وزير خارجيتها عبد القادر مساهل "شبكات منظمة بالوقوف وراء تدفق المهاجرين غير الشرعيين، بعدما أغلق المعبر الليبي بفعل وجود القوات الأجنبية وممثلي المنظمة الدولية للهجرة".

كذلك اعتبر المسؤول الجزائري ظاهرة الهجرة غير الشرعية تهديداً لأمن البلاد، واعداً باتخاذ إجراءات استعجالية للتصدي للنزوح الكبير للمهاجرين الأفارقة، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أنه بين "المقاتلين الأجانب في التنظيمات الإرهابية يوجد خمسة آلاف أفريقي".

بالعودة إلى العامل الثالث، يتابع الخبير المغربي، أنه يتمثل في الوضع غير المستقر في ليبيا، حيث كان المهاجرون الأفارقة سابقاً، لا سيما القادمين من جنوب الصحراء، يفضلون العبور إلى أوروبا عبر ليبيا، لكن الوضع الحالي دفع بهؤلاء إلى تغيير وجهتهم نحو المغرب.

جميع هذه العوامل، وفقاً للزهراوي، تجعل التشكيلات الأمنية والعسكرية المغربية في حالة استنفار قصوى لحماية الحدود والتعامل مع التعقيدات المرتبطة بظاهرة الهجرة بكل احترافية وجاهزية، خاصة أن هذه الظاهرة لها علاقة وطيدة ببعض المخاطر الكبرى، مثل الإرهاب من خلال تسلل الإرهابيين، وتجارة السلاح والبشر والتهريب بمختلف أشكاله.







دلالات