ودمّر الطيران الحربي الروسي، فجر أمس الأربعاء، مشفى "شنان" للتوليد والأطفال في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، جراء استهدافه بالصواريخ بشكل مباشر. ونقل موقع "بلدي نيوز" الإخباري المعارض عن مدير المشفى، زهير قيراط، قوله إن "الطائرات الحربية الروسية قصفت المشفى بغارتين، أدتا إلى تدمير 70 في المائة منه، وخروج المعدات والسيارات الخاصة، التي تقدم خدماتها لأكثر من سبع قرى في منطقة جبل الزاوية، عن الخدمة. كما أدى القصف إلى إصابة طبيبين وممرض يعملون في المشفى الذي يضم حواضن خاصة بالأطفال حديثي الولادة، وقسم الولادة الطبيعية والعمليات القيصرية".
في موازاة ذلك، أفادت مصادر محلية بأن طائرات حربية روسية استهدفت، أمس، بصواريخ شديدة الانفجار، بلدة ركايا سجنة في ريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام استهدف بلدات وقرى حزارين، حيش، معرزيتا، وجبالا في ريف إدلب الجنوبي، إضافة إلى بلدة الناجية بريف إدلب الغربي وقرية خلصة بريف حلب الجنوبي. وأشار الدفاع المدني في محافظة إدلب إلى أن استهداف طيران النظام للأحياء السكنية في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي بثلاثة صواريخ فراغية أدى إلى دمار كبير في الممتلكات، مضيفاً أن فرقه قامت بإخلاء عائلات عدة من أماكن الخطر. وكان الطيران الحربي الروسي قد قتل، أول من أمس الثلاثاء، ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في قرية دار الكبيرة في ريف إدلب الجنوبي.
بدوره، أكد بيان صادر عن فريق "منسقو الاستجابة" في إدلب استئناف الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام أعمالها العدائية في المنطقة، معتبراً أن استمرار الطرفين في حملتهما العسكرية على إدلب، يظهر رغبتهما في إطالة أمد معاناة السكان المدنيين في المنطقة، والضغط عليهم بغية إخراجهم منها، وإعادتهم قسراً إلى مناطق سيطرة النظام.
من جهتها، لا تزال منطقة شرق نهر الفرات، شمال شرقي سورية، تشهد تطورات متلاحقة، في ظلّ مواصلة قوات النظام انتشارها في ريف محافظة الحسكة، خصوصاً في الريف الشرقي لمدينة القامشلي، وذلك للمرة الأولى منذ سبع سنوات، حيث انتشرت على طول المنطقة الممتدة من القامشلي حتى القحطانية، بمسافة أكثر من 20 كيلومتراً. وانتشرت آليات عسكرية تابعة لقوات النظام تحمل عناصر ومعدات عسكرية ولوجستية في الضواحي الشرقية للمدينة. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنه جرى إبلاغ وجهاء في المنطقة بأن هذا الانتشار يأتي في سياق اتفاق روسي - تركي - أميركي، يقضي بانتشار قوات حرس الحدود التابعة للنظام عند الشريط الحدودي ضمن المنطقة الواقعة بين القامشلي والقحطانية، على أن يكون هناك انتشار للقوات الأميركية في عمق هذه المنطقة.
إلى ذلك، سيطرت قوات النظام على حقل للنفط في محافظة الحسكة كان يخضع لسيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية. ونشرت وكالة "سانا" صوراً لانتشار قوات النظام في حقل "ملا عباس" النفطي، التابع لحقول نفط رميلان، شمال الحسكة، مشيرة إلى أن "وحدات الجيش انتشرت على الحدود السورية - التركية بين القامشلي والمالكية شرقاً، على محور 60 كيلومتراً شرق القامشلي". وشملت عملية الانتشار بلدات وقرى القحطانية، الجوادية، دير غصن، عتبة، تل الحسنات، تل السيد، ملا عباس، قحطانية، كرديم فوقاني، تل جهان وتل خرنوب.
في موازاة ذلك، تواصلت الاشتباكات المتقطعة، أمس، بين قوات "الجيش الوطني السوري" التابع للمعارضة والمدعوم من تركيا، و"قوات سورية الديمقراطية"(قسد)، في بعض مناطق شمال شرق سورية، لا سيما في محيط قرية باب الخير، شرق رأس العين. في المقابل، عاد الهدوء نسبياً إلى ريف بلدة عين عيسى، شمال مدينة الرقة، بعد معارك دارت، أول من أمس، على محور قرية شركراك، حيث يحاول "الجيش الوطني" السيطرة على الصوامع، بدعمٍ جوي من طائرات مسيرة تركية.
في الأثناء، نقلت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء عن مصدر قيادي في "الجيش الوطني السوري" تأكيده مقتل 144 مقاتلاً له، منذ انطلاق العملية التركية في شرق نهر الفرات في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي يشكل مقاتلو المعارضة رأس حربتها. وأشارت الوكالة إلى أن "الوطني السوري" يواصل أنشطة تفكيك الألغام والعبوات الناسفة في المناطق التي سيطر عليها بين مدينتي تل أبيض ورأس العين بطول 100 كيلومتر وبعمق يصل إلى 32 كيلومتراً.