الأردن وروسيا: ندين قرارات أميركا بشأن الجولان والقدس...ولا معلومات بشأن "صفقة القرن"

07 ابريل 2019
حوار أردني روسي مستمر حول الأزمة السورية (Getty)
+ الخط -
دان وزيرا الخارجية الأردني أيمن الصفدي والروسي سيرغي لافروف، القرارات الأميركية حول الجولان والقدس. وفيما أكد الجانبان عدم معرفتهما بتفاصيل "صفقة القرن"، فإنهما عبّرا، في الوقت نفسه، عن قلقهما من غياب أفق الحل السياسي للصراع العربي الإسرائيلي.

وأكد الوزيران، في مؤتمر صحافي مشترك عُقد في العاصمة الأردنية عمان اليوم الأحد، ضرورة الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية. ففي وقت طالب فيه الوزير الروسي الولايات المتحدة بسحب قواتها المحتلة من سورية، دعا وزير الخارجية الأردني إلى انسحاب جميع

القوات الخارجية من سورية.

وحول الوضع في فلسطين، قال الصفدي إنه جرى الحديث مع الوزير الروسي عن التطورات الراهنة فيما يخص القضية الفلسطينية "وننظر بقلق إلى غياب الأفق للحل السياسي"، مشيرا إلى أنه لن يتحقق السلام في المنطقة إلا بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأوضح الوزير الصفدي أن الأردن "لا يعرف ولا يملك تفاصيل صفقة القرن وما ستطرحه الولايات المتحدة الأميركية"، مضيفا أن "هناك تصريحات من إسرائيل عن عدم التنازل عن السيطرة على الضفة، وعدم حل المستوطنات، وكلها أسباب تؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة".

وقال الوزير الأردني "لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة من دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967"، مثمّناً الموقف الروسي المؤيد لذلك. مضيفا "موقف المملكة من القضية الفلسطينية معلن وثابت".

وأضاف أن هناك "حوارا أردنيا روسيا مستمرا حول الأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سورية وأمنها، واستعادة الدور السوري في المحيط العربي، عبر حل سياسي وفق الشرعية الدولية"، موضحا أن الأزمة السورية تتأثر بكل ما يحصل في المحيط، والحل يكون بتوافق بين الولايات المتحدة وروسيا وبدعم من المجتمع الدولي.

وتابع الصفدي أن الأردن دولة مجاورة لسورية و"لا نستطيع أن نتعايش مع حرب مفتوحة في سورية"، مشددا على أن "إيجاد حل سياسي يُعد أولوية أردنية".

وفيما يتعلق بمخيم الركبان، أشار الوزير إلى أن "المخيم هو للنازحين السوريين على أرض سورية، وبالتالي فهو قضية سورية وليس قضية أردنية".

وتابع "في السابق، بسبب الأوضاع الميدانية، كان من الصعب إدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم من داخل الأراضي السورية، فقامت المملكة بدورها الإنساني وسمحت بمرور المساعدات إلى المخيم عبر حدودها إلى المخيم".

واستدرك وزير الخارجية الأردني "الآن، الوضع تغيّر. إمكانية دخول المساعدات إلى الركبان من الداخل السوري متاحة"، مشيرا إلى أن المدن والمناطق التي جاء منها قاطنو الركبان "آمنة، مما يجعل إمكانية عودتهم إلى مناطقهم متاحة".




من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنه تم بحث التسوية السياسية في سورية، على أساس قرارات الشرعية الدولية، مضيفا "نأمل أن تتخذ الأمم المتحدة خطوات من أجل إعادة الحوار حول الأزمة السورية في جنيف، وعودة سورية إلى المنظومة العربية".

وأضاف أنه "تم التأكيد على ضرورة عودة اللاجئين السوريين من الأردن إلى بلدهم، وهم حوالي مليون و300 ألف"، مشيرا إلى أهمية أن تقوم السلطات السورية بتوفير الظروف المناسبة كالتعليم والصحة والمياه في المناطق التي سيعود إليها اللاجئون.

وتابع الوزير الروسي قائلاً إنه "من المهم التخلص من مخيم الركبان، وعودة اللاجئين إلى مناطقهم الأصلية"، مشيرا إلى أن الأوضاع الإنسانية في مخيم الركبان غير مقبولة.

وأضاف أن الولايات المتحدة "أنشأت المخيم، ولا نعلم كيف يتم تبرير الاحتلال الأميركي للمنطقة. الأميركيون كانوا يرفضون إخلاء المخيم، ويؤكدون على ضرورة إرسال المساعدات إليه، في محاولة لتثبيت وجودهم ونفوذهم في المنطقة".

وقال "نحن قلقون من التطورات الراهنة في المنطقة، وعلى المجتمع الدولي الالتزام بقرارات الشرعية الدولية في هذا الإطار"، مضيفاً "نحن مع حل الدولتين، وندين القرارات الأميركية حول الجولان والقدس"، مؤكداً عدم وجود معلومات لدى موسكو بشأن "صفقة القرن".

هذا، ويسعى النظام السوري وروسيا إلى تفكيك مخيم الركبان القريب من قاعدة التنف التي تسيطر عليها قوات التحالف الدولي ضد "داعش".

وكان ممثلون عن روسيا وقوات النظام التقوا، الأربعاء الماضي، بشخصيات من المخيم، للتفاوض حول إمكانية إخلاء المخيم، حيث رفض الممثلون المغادرة إلى الشمال السوري، وقبِلوا بإنشاء مراكز إيواء في القريتين.

ويقع مخيم الركبان في أقصى جنوب شرق ريف حمص الشرقي، على مقربة من الحدود السورية الأردنية في منطقة صحراوية قاحلة، ويعاني من حصار مستمر منذ سنوات، ويقبع فيه أكثر من أربعين ألف نازح فرّوا من قوات النظام السوري وتنظيم "داعش".

وشهد، أخيراً، العشرات من حالات الوفاة بسبب المرض والجوع والفقر وسوء التغذية والبرد، كان آخرها وفاة رضيع، يوم الجمعة الماضي، بسبب عدم توفر الحليب المناسب له.

المساهمون