تجنّب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التعليق على تدهور العلاقات الأميركية الروسية بعد الضربة العسكرية الأميركية لمطار الشعيرات في سورية، ردّاً على استخدام نظام بشار الأسد أسلحة كيمياوية في خان شيخون، في مقابل تركيزه، اليوم الثلاثاء، على أزمة كوريا الشمالية.
الرئيس ترامب بتحاشيه الحديث عن العلاقة مع موسكو ربما يريد انتظار جلاء الموقف والاطلاع على نتائج المحادثات التي يجريها وزير خارجيته، ريكس تيلرسون، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في روسيا، قبل الإجابة عن تساؤلات الرأي العام الأميركي حول الخطوة التالية بعد الضربة العسكرية الأميركية الأولى لنظام بشار الأسد، وما هي الاستراتيجية الجديدة لإدارة ترامب في سورية؟ وما الخطوط الحمر الأميركية؟ وهل يتبنى الرئيس ما قاله المتحدث باسم البيت الأبيض عن أن البراميل المتفجرة، والتي تسببت بمقتل آلاف المدنيين، والتي يستخدمها نظام الأسد يومياً في قصف المناطق السكنية الخارجة عن سيطرته، أصبحت بالنسبة للإدارة الأميركية خطاً أحمر يستدعي تجاوزه في المستقبل ردّاً عسكريا أميركيا؟
وانتقدت وسائل إعلام أميركية ما اعتبرته "تناقضاً" في مواقف المسؤولين في إدارة ترامب من المسألة السورية تستدعي توضيحاً مباشراً من الرئيس حول حقيقة الموقف الذي يتبناه من مسألة الإطاحة بالأسد، والخطوط الحمر الجديدة، وقبل ذلك مطالبته بإعلان موقف واضح من روسيا، والتي وصلت العلاقات الأميركية معها إلى مرحلة من التوتر لم تصل إليها حتى خلال المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق خلال فترة الحرب الباردة.
وفي السياق، حذّر الخبير الأميركي في الشؤون الروسية، ستيف كوهين، من مخاطر المواجهة العسكرية بين أميركا وروسيا، والتي يرى أن احتمالات وقوعها بعد التطورات الميدانية الأخيرة باتت كبيرة جداً.
واختار ترامب، في تغريداته صباح الثلاثاء، تسليط الضوء على تطورات الموقف في شبه الجزيرة الكورية، والتي أرسلت إليها الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية تحسباً لتطورات في الأيام القليلة المقبلة، إذ تنظم بيونغ يانغ عروضاً عسكرية خلال عدد من المناسبات الوطنية، وتستعد لإجراء تجربة نووية سادسة من المرجح أن تصعّد حدة التوتر وحالة الاستنفار العسكري في المنطقة التي تخيم عليها أجواء حرب مقبلة.
وقالت تغريدة الرئيس الأميركي إن "كوريا الشمالية تسعى لإثارة المشاكل. إذا قررت الصين المساعدة سيكون أمراً عظيماً. إذا لم تفعل سنقوم نحن بحل المشلكة"، وذيّل ترامب تغريدته بتوقيع USA.
وفي تغريدة أخرى دوّن ترامب أنه "شرح للرئيس الصيني أن اتفاق التجارة مع الولايات المتحدة سيكون أفضل بكثير بالنسبة لهم فيما لو وجدوا حلاً للمشكلة الكورية".
ولم يستبعد مراقبون في واشنطن أن يتكرر سيناريو الضربة العسكرية الأميركية ضد نظام الأسد في دمشق مع نظام كيم جونغ أون في بيونغ يانغ، خصوصاً أن التحرك العسكري الأميركي في سورية تزامن مع تصاعد احتمالات المواجهة العسكرية في شبه الجزيرة الكورية.
وكأن إدارة ترامب أرادت أن يحمل، أيضاً، رسالة تحذير مباشرة لكوريا الشمالية والصين، مفادها بأن جنرالات البنتاغون أخرجوا الخيارات والخطط العسكرية الأميركية من الأدراج ووضعوها بتصرف الرئيس الأميركي الجديد.