النظام يخرق اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب السوري.. وضحايا في الرقة

10 يوليو 2017
القصف استهدف أحياء وبلدات في ريفي درعا والقنيطرة(Getty)
+ الخط -
خرقت قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، في الوقت الذي تكبّدت فيه خسائر، في هجوم معاكس من تنظيم "داعش" بريف حمص، في حين بلغ عدد الضحايا المدنيين، جراء قصف التحالف والمليشيات على الرقة، أكثر من 70 ما بين قتيل وجريح خلال ثمان وأربعين ساعة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية والهاون أطراف حي المنشية في مدينة درعا، فجر اليوم، موقعة أضرارًا مادية، وذلك في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار؛ وهو الثاني في حي المنشية خلال أقل من 24 ساعة، تلته اشتباكات متقطعة وإطلاق نار متبادل مع المعارضة السورية في المنطقة.

بدوره، قال الناشط الإعلامي، ياسر الخطيب، لـ"العربي الجديد" إنّ "قوات النظام المتمركزة في الكتيبة المهجورة بمدينة درعا، قصفت بلدة النعيمة، شرقاً، بعدّة قذائف مدفعية، اقتصرت أضرارها على المادية".

وأوضح أنّ "أحياء درعا البلد، الخاضعة لسيطرة المعارضة، تعرّضت لقصف بالرشاشات الثقيلة، مصدره حواجز قوات النظام المحيطة، من دون أن تسفر عن إصابات".

وأشار الناشط ذاته إلى أنّ "قصفاً مماثلاً بقذائف المدفعية والهاون، طاول بلدات الحميدية ومسحرة وتلة الحمرية بريف القنيطرة".



وفي الشأن ذاته، شنت قوات النظام السوري، مدعومة بمليشيات أجنبية والطيران الروسي، هجومًا، صباح اليوم، على مواقع "الجيش السوري الحر" في ريف السويداء الشمالي الشرقي، جنوب شرق سورية، وهي مواقع كان "الجيش الحر" قد سيطر عليها سابقًا بعد طرد تنظيم "داعش" منها.

وقال المتحدث باسم فصيل "جيش أسود الشرقية"، سعد الحاج، لـ "العربي الجديد"، إن "معارك عنيفة اندلعت إثر هجوم مباغت من قوات النظام على مواقع "الجيش الحر"، في محوري تل أصفر وتلال سلمان في ريف السويداء"، نافيًا زعم إعلام النظام السوري وجود تنظيم "داعش" في المنطقة.

وأكّد الحاج أن النظام لم يتمكن من تحقيق أي تقدم حتى الآن في المنطقة، والتي كانت مسار جدل في اجتماعات أستانة الأخيرة، وكان من المتوقع أن النظام يبيّت لشن حملة عسكرية شرسة على المنطقة التي تعد جزءًا من البادية السورية، بالتزامن مع هدوء جبهات درعا والقنيطرة.

ويذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، لم يحدد خريطة دقيقة لأماكن وقف إطلاق النار؛ ما يعطي الذريعة لقوات النظام في التحرك على بعض الجبهات لإحراز تقدم على الأرض، وفق مراقبين.



مقتل 23 مدنياً بالرقة



إلى ذلك، قتل خمسة مدنيين في مدينة الرقة شمال سورية، جراء القصف الجوي من قوات التحالف الدولي "ضد الإرهاب" والمدفعي من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" على المدينة مساء أمس الأحد.

ووثّقت حملة "الرقة تُذبح بصمت" مقتل ثلاثة وعشرين مدنياً، وإصابة نحو خمسين آخرين، خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية.

وأضافت الحملة، المختصّة بتوثيق الانتهاكات في محافظة الرقة، على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي أنّ "خمسة نازحين من مدينة دير الزور، قتلوا جرّاء القصف الذي استهدف أحياء المدينة، الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".

وفي شأن متصل، تحدثت مصادر محلية عن مقتل وجرح عناصر من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" جراء عمليات قنص في دوار القادسية وحي البرازي ومحيط السور القديم شرق مدينة الرقة، وتفجير مفخخة من قبل تنظيم "داعش" في بلدة العكيرشي التي سيطرت عليها المليشيات أمس الأحد، كما قتل آخرون بغارة استهدافهم من قبل طيران التحالف عن طريق الخطأ في بلدة العكيرشي جنوب شرقي الرقة.

وتشهد مدينة الرقة، معارك بين مقاتلي "داعش" وعناصر مليشيا "قسد" المدعومة من التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، بهدف السيطرة على المدينة، أهم معاقل التنظيم في سورية.

وسيطرت "قسد" ضمن معركة "غضب الفرات" على معظم المدينة، وحاصرتها من الجهات الأربع، بينما ما زال عناصر التنظيم يتحصّنون ضمن الأحياء الوسطى.

وأوضح التحالف الدولي في تقرير الجمعة، أن ما لا يقل عن 600 مدني قُتلوا في ضربات لطائراته في العراق وسورية منذ بداية الحملة في 2014.

وأضاف التقرير الشهري أن ضربات التحالف قتلت من دون قصد ما لا يقل عن 603 مدنيين في الفترة من أغسطس/آب 2014 إلى مايو/أيار 2017.

وفي حمص وسط البلاد، أفاد "مركز حمص الإعلامي"، بأن تنظيم "داعش" تمكن من استعادة السيطرة على تلة المشيرفة في ريف حمص الشمالي الشرقي، في ناحية جباب حمد، إثر هجوم معاكس ضد قوات النظام السوري، في حين قتل ستة عناصر من قوات النظام بهجوم من التنظيم على موقع لهم، شمال محطة الأراك على طريق تدمر السخنة.

وفي دير الزور، قصف الطيران الروسي مواقع في جبل الثردة، جنوب غرب مدينة دير الزور، وفي قرية حطلة فوقاني، شرق المدينة، ومزارع البانوراما غربها، دون معلومات مؤكدة عن حجم الأضرار الناتجة عن الغارات.

المساهمون