بعد أعوام من عملية حفتر.. ملامح فوضى شرق ليبيا

28 فبراير 2017
حفتر يحاول طمس الأدلة التي تقوده لمحكمة الجنايات(عبدالله دوما/Getty)
+ الخط -
كشفت بعض الأحداث الأخيرة في شرق ليبيا عن فوضى عارمة داخل الأوساط القبلية، أصبحت تتفاقم بشكل متزايد، إثر ما يصفه مراقبون للشأن الليبي بفشل الجنرال المتقاعد، خليفة حفتر، في السيطرة على بنغازي، التي يخوض فيها قتالًا ضد قوات مجلس شورى المدينة منذ ما يقارب ثلاث سنوات.

وتشكّلت مليشيات حفتر من مقاتلين قبليين، وعدد صغير من الضباط، إثر إطلاقه عملية عسكرية منتصف عام 2014، عرفت باسم "عملية الكرامة"، رافعًا شعار"الحرب على الإرهاب"، قبل أن يتحصل على تأييد زعامات قبلية انخرط أبناؤها ضمن العملية العسكرية، ليتحول مشروعه العسكري إلى مشروع سياسي، من خلال استضافة حلفائه القبليين في برلمان طبرق الذي أصبح واجهته السياسية.

ورغم مساعيه لاكتساب شرعية سياسية، من خلال الحصول على رتبة عسكرية عالية "مشير"، بالرغم من بلوغه سن التقاعد الرسمية، بحسب القانون العسكري منذ عام 2012، وإعلانه قائدًا عامًّا للجيش؛ إلا أن العديد من الزعامات والقيادات العسكرية، التي والته عادت لتنشق عنه، ومن أبرزها المتحدث باسمه، وأحد مؤسسي العملية، الرائد محمد حجازي، الذي انشق عنه مطلع عام 2015، وآمر منطقة الجبل الأخضر العسكرية، العقيد فرج البرعصي، والعقيد المهدي البرغثي، وهو أبرز قادة عملية حفتر، الذي أعلن ولاءه لحكومة الوفاق، ويتولى منصب وزير الدفاع بها حاليا.

وبعد إعلانات متضاربة داخل قبيلة البراغثة، التي تسيطر على شرق بنغازي، وصولًا إلى مدينة المرج، معقل اللواء المتقاعد، وظهور مؤشّرات على وجود انشقاقات كبيرة في صفوفها، وتراجع في موقفها المؤيد لحفتر، طالبت قبيلة أخرى حفتر، الأسبوع الماضي، بالإعلان رسمياً عن موقفه من الاعتداء على أبرز أبنائها، وهو العقيد فرج البرعصي، الذي تعرض بيته ومزرعته للمداهمة من قبل مجموعة مسلحة تابعة لحفتر.

وذكرت القبيلة، في بيان رسمي، أنها بصدد مراجعة موقفها من حفتر؛ إذا لم يتبين موقفه، مما استدعى تدخل زعامات قبلية أخرى للتسوية التي لم تنته حتى الساعة.



وعلى الصعيد ذاته، حذر عضو البرلمان محمد الضراط النقاب من استشراء ظاهرة الاغتيالات في المنطقة الشرقية، مؤكدًا أن المنطقة "أصبحت ساحة لتصفية الحسابات السياسية، وفرصة يتخلص من خلالها حفتر من شركائه من قادة عملية الكرامة".

ووصف الضراط، خلال تصريح تلفزيوني، مساء أمس، أتباع حفتر بأنهم "عصابات إجرامية تم شراؤها بالمال، وبأن عملية الكرامة هشة وشعاراتها لمحاربة الإرهاب زائفة، في ظل عدم امتلاك حفتر الكثير على الأرض".

وتوقع الضراط "نشوب حرب قبائلية طاحنة في الشرق بين الرافضين وبين أصحاب النفوذ الراغبين بتقسيم الكعكة مع حفتر، بعد تزايد تدهور الأوضاع في برقة"، على حد قوله.

واعتبر الضراط أن قرارات الناظوري الأخيرة، التي تقيّد من حرية السفر، لها صلة بانفلات الأمور، ومحاولة إعادة السيطرة على الأوضاع تخوفًا مما سيحدث في المستقبل.

وتابع: "بعد عامين من عمليات القتال، التي تخللتها جرائم حرب، يحاول حفتر في المنطقة الأخيرة في قنفودة الحصول على الغنائم، والتخلص من الشركاء الشهود على جرائمه، باعتبارهم يد البطش في برقة، وباعتبار أن ذلك أسلوب الاستبداديين والمجرمين عبر التاريخ".

ورأى أن "أيام حفتر قد انتهت وإن الفوضى ستعم برقة، كغيرها من أجزاء ليبيا، من خلال المواجهات التي ستندلع بين المليشيات التابعة لحفتر والصحوات، بهدف التخلص من جل الأيدي المشاركة في العمليات الإجرامية لحفتر، ولطمس كافة الأدلة التي ستقوده إلى محكمة الجنايات الدولية"، داعيًا أهالي برقة إلى الانتفاضة بسرعة على حفتر وشركائه، والوقوف في وجهه، والركون إلى جانب الوطن منعاً لانتشار الفوضى، على حد تعبيره.