"واشنطن بوست": قمع الناشطات النسويات في السعودية يتخذ أبعاداً خطرة

20 مايو 2018
الاعتقالات تتناقض مع تصريحات ولي العهد (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -


ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه بينما يقدم ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، نفسه كإصلاحي، ويدعو للمساواة بالنسبة للنساء وسمح لهن بحق قيادة السيارة، شهدت الأيام القليلة الماضية اعتقال عدد من الناشطات السعوديات اللواتي كن يطالبن بالأشياء نفسها، بعدما اتهمتهن السلطات بتقويض الأمن القومي، بينما وصفتهن الصحف الموالية بـ"الخائنات".

وأضافت "واشنطن بوست" أن حملة القمع القوية هذه التي تقودها الدولة استهدفت أبرز الناشطين المدافعين عن حقوق المرأة بالمملكة العربية السعودية (أغلبهم نساء)، بما في ذلك الناشطون الذين قادوا أولى الاحتجاجات ضد حظر السياقة منذ عدة عقود، وتم الزج بهم في السجون لوقوفهم في وجه السلطات.


كما أوضحت الصحيفة أنه يصعب استيعاب توقيت هذه الاعتقالات، ولا سيما أنها تأتي بعد أسابيع فقط قبل الموعد المحدد لرفع حظر السياقة عن النساء.

وأردفت أن السعوديين فوجئوا بخطورة الاتهامات، وبالهجمات الخطرة على الناشطين الذين تم ترويج صورهم في وسائل الإعلام الموالية للسلطات، واعتبرت جماعات حقوق الإنسان ذلك حملة لتشويه صورهم، وإسكات أي مطالب تهم حقوق المرأة.

من جانب آخر، قالت "واشنطن بوست" إن عمل الناشطات النسويات السعوديات كان يمثل بعدة مستويات آخر بريق أمل للدفاع عن الحقوق داخل المملكة العربية السعودية، الملكية الشمولية.

وأضافت أن بعض أهداف الناشطات، مثل المطالبة بإسقاط شرط حصول المرأة على ترخيص من وليها للسفر والزواج، أصبحت في صلب النقاش العام، ولم يظهر أبدا أن تلك الناشطات تخطين الخطوط الحمراء التي تضعها السلطات السعودية بصرامة شديدة، حينما يصل الأمر إلى المطالب السياسية.

"الصوت الوحيد الذي تبقّى هو الناشطات النسويات اللواتي كن يتطرقن للوصاية"، كما جاء في تصريح أدلت به للصحيفة سيدة سعودية انخرطت في الحملة ضد الوصاية في السعودية، بعدما حاول شقيقها إرغامها على الزواج بشريك له في الأعمال.

وأضافت في تصريحها للصحيفة: "لم تكن هناك أي أجندة خفية تحاك ضد السلطات، لم نكن نطالب بالحقوق السياسية، بل كنا فقط نطالب بحقوق الإنسان".

إزاء ذلك، لفتت "واشنطن بوست" إلى أن ولي العهد السعودي، بدا على الواجهة كما لو أنه يتبنى المطالب نفسها، إذ قال في إحدى المقابلات التلفزيونية الأميركية التي شارك فيها هذا العام إنه يؤمن بأن الرجال والنساء متساوون. "نحن كلنا بشر، ولا يوجد أي فرق"، كما قال.

لكن الصحيفة أشارت إلى أن حملات اعتقال المدافعين عن حقوق المرأة متواصلة بشكل ممنهج، فعلى امتداد العام الماضي، وبينما شدد ولي العهد قبضته على مقاليد الحكم، قامت السلطات بالزج بالعشرات داخل السجن، بينهم نشطاء، ورجال دين، ورجال أعمال وأمراء.

واعتبرت الصحيفة أنه في حملات الاعتقال السابقة لم تُكشف التفاصيل و كانت هوية المستهدفين تبقى غامضة، إلا أن ذلك لم يشمل المدافعين عن حقوق المرأة. فبعد إشاعة خبر اعتقال خمس نساء ورجلين الجمعة الماضية، "بدأت أرى تصريحات بأنهم خونة ويستحقون العقاب"، كما قالت للصحيفة الناشطة السعودية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، هالة الدوسري. ونشرت صحيفة يومية سعودية على صدر صفحتها الأولى صور للناشطتين لجين الهذلول، وعزيزة آل يوسف، كما تنقل "واشنطن بوست".

وحسب الدوسري فإنه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها النشطاء للاعتقال أو يتعرضون لحملات تشويه، لكن أغلب من تم اعتقالهم خلال الأيام القليلة الماضية تلقوا تحذيرات عديدة من السلطات، تدعوهم إلى تجنب الحديث عن حظر السياقة أو المشاركة في أي أنشطة عامة.



وبالإضافة إلى الهذلول وآل يوسف، تم اعتقال مديحة العجروش، وعائشة المنا، اللتين شاركتا في أولى الاحتجاجات ضد حظر السياقة، في عام 1990، وكذلك إمام النفجان، أستاذ جامعي ومدون.

المساهمون