"بنما ليكس" تفضح الأموال المهربة لشخصيات عالمية.. بوتين أولا

04 ابريل 2016
بوتين ومحيطون به متورطون بتهريب الأموال (فرانس برس)
+ الخط -
كشفت وثائق مسربة نشرت بعض فحواها جريدة "ذي غارديان" البريطانية بالتعاون مع جريدة "لوموند" الفرنسية والعشرات من الصحف العالمية، عن تورط عدد من قادة الدول والرياضيين في تهريب الأموال نحو بنما التي تعد جنة لتهريب الأموال، ومن بين المتورطين في هذه العملية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أظهرت التحقيقات أنه يتوفر على ثورة تقدر بنحو 2 مليار دولار مع الأشخاص المحيطين به، فيما بات يسمى بـ"بنما ليكس".

التحقيق تم بإشراف المنظمة الدولية لصحافة التحقيق واستمر لسنوات، بعد الحصول على أكثر من 11,5 مليون ملف من أرشيف وكالة "موساك فونسيكا" البنمية، والتي تعد من أكبر مكاتب الاستشارات المالية وتوظيف الأموال عن بعد، وشملت الوثائق أرشيف الوكالة منذ عام 1977 إلى 2015.

وتعود تفاصيل بناء بوتين لإمبراطوريته المالية في الخارج إلى سنة 1990، عندما قام بتأسيس شركة رفقة عدد من المقربين منه، من أجل بناء مساكن في القرى الروسية، وتدعى الشركة "كوبيراتيف أوزيرو"، ليصبح بعدها كل الذين شاركوا بوتين في هذا المشروع من أغنياء روسيا ووزراء أيضاً.

وتظهر الوثائق أن بوتين ورفاقه اعتمدوا العديد من الوسائل من أجل تهريب الأموال إلى الخارج، من بينها قروض ممنوحة من قبل مؤسسات بنكية عمومية روسية دون أن تجري إعادة هذه القروض، وأخرى تم تحويلها من حساب إلى حساب إلى أن اختفت، بالإضافة إلى عمليات بيع أسهم وهمية، وتحويل العملة إلى الخارج بذريعة عمليات تجارية وهمية، ما جعل الأموال التي تم تهريبها من قبل العاملين مع بوتين إلى بنما تصل إلى أكثر من مليار دولار خلال الفترة ما بين 2009 و2011 عبر شركات وهمية.


وكانت وسيلة بوتين من أجل توضيب تهريب الأموال هي المؤسسة البنكية "بانك روسيا"، والتي يتم تسييرها من قبل مقربين من بوتين بالتعاون مع فريق من المحامين السويسريين، ووصف البيت الأبيض هذه المؤسسة البنكية بأنها "مؤسسة الأصدقاء"، على اعتبار أن من يسير المؤسسة البنكية هو يوري كوفالتشوك، الصديق المقرب من بوتين، والذي كان أيضاً من بين المساهمين في الشركة "أزيرو" التي أطلقها بوتين في سنوات التسعينيات.


مقرب آخر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متورط أيضاً في عمليات تهريب الأموال، هو عازف الكمان المحترف سيرغي رولدوكين، والذي يعد من أعز أصدقاء بوتين، وهو عراب ابنة بوتين الكبرى. وعلى الرغم من تصريح عازف الكمان الروسي بأنه لا يمتلك إلا بيتاً في روسيا، وسيارة، وبيتاً في إحدى القرى الروسية، فإن الوثائق تظهر أن لدى سيرغي سبع شركات مسيرة عن بعد في بنما.

وعلى الرغم من أن الوثائق لم تحسم مسألة مصير الأموال التي يتم تهريبها إلى الخارج، فإنها رجحت أن هذه الأموال تجري إعادة استثمارها في قطاعات صناعية استراتيجية في روسيا، حيث حاول الفريق المقرب من بوتين، والذي يقوم بالصفقات نيابة عنه، اقتناء حصة من مصنع الشاحنات الروسي 'كاماز"، وهي نفس الشركة التي تصنع شاحنات عسكرية لفائدة الجيش الروسي.

ومع ذلك، فإن مسار الأموال يظهر أنه يتم استخدامها لصالح أعضاء مجموعة بوتين، بحيث قام يوري كوفالتشوك بتحويل ما قيمته 8 ملايين دولار إلى روسيا من أجل اقتناء يخت لابنه، كما أن بوتين نفسه استعمل هذه الأموال من أجل محطة ترفيهية للتزلج البحري بقيمة 11 مليون دولار، وذلك استعداداً لحفل زفاف ابنته الكبرى.