القوى العراقية تتصارع على 8 وزارات متبقية في حكومة عبدالمهدي

03 نوفمبر 2018
أنهى عبد المهدي تشكيل 14 وزارة حتى الآن(Getty)
+ الخط -
على الرغم من الحديث عن نية رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي تقديم المتبقي من تشكيلته الوزارية في جلسة البرلمان المقررة يوم الثلاثاء المقبل، إلا أن الخلافات العميقة بشأن الوزارات الثماني المتبقية قد تحول دون قدرة عبدالمهدي على تمرير جميع وزرائه، في ظل وجود صراع شيعي – شيعي، بين تحالفي الفتح وسائرون، بشأن منصب وزارة الداخلية.

كتلة البناء البرلمانية التي تضم تحالفات ائتلاف دولة القانون، والفتح (الجناح السياسي لمليشيا الحشد الشعبي)، وقوى أخرى، ما تزال تصر على ترشيح الرئيس السابق لـ"الحشد الشعبي" فالح الفياض لتولي منصب وزارة الداخلية، وفقا لقيادي بتحالف البناء قال لـ"العربي الجديد" إن تحالفه لن يتنازل عن المنصب مهما كلفه ذلك، كما أنه لن يغير مرشحه لوزارة الداخلية.

وأكد القيادي لـ"العربي الجديد" أن اعتراض تحالف سائرون التابع للتيار الصدري على ترشيح الفياض يعد انقلابا على الاتفاقات السابقة التي تم بموجبها القبول بعادل عبدالمهدي كمرشح تسوية مدعوم من الفتح وسائرون.

وأضاف أن "كتلة البناء لم تخل بالاتفاق، ومنحت أصواتها للوزراء المدعومين من التيار الصدري"، مستدركا القول "إلا أن تحالف سائرون لم يف بوعوده، وانقلب ليكون ندا لمرشحي تحالف البناء"، مبينا أن مسألة ترشيح وزير الداخلية تحولت إلى تحد بين الفتح وسائرون غير قابل للتفاهم. وأشار إلى أن كتلة البناء بانتظار جلسة البرلمان المقررة يوم الثلاثاء المقبل، على أمل التصويت على مرشحيه لتولي ثلاث وزارات هي الداخلية، والثقافة، والتعليم العالي، موضحا أن صمت الكتلة عن عرقلة توزير مرشحيها لا يعني ضعفا، بل هو هدوء يسبق عاصفة ستهب قريبا إذا استمر الاستهداف المتعمد داخل البرلمان لمرشحي "البناء".

في المقابل، ما يزال تحالف سائرون مصرًّا على عدم تمرير جميع الوزراء الثمانية المتبقين خلال جلسة الثلاثاء، كما يرفض بشكل قاطع تولي الفياض وزارة الداخلية.

وقال عضو البرلمان العراقي عن تحالف سائرون علاء الربيعي إن الكتل السياسية اتفقت على تمرير أربع وزارات فقط من الثماني المتبقية التي لم يصوت عليها البرلمان في جلسة منح الثقة لحكومة عبدالمهدي التي عقدت في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، مؤكدا في بيان أن هذا الأمر سيتم باتفاق سياسي.

وسبق لعضو البرلمان عن تحالف سائرون قصي الياسري أن أشار الجمعة إلى أن الأيام الماضية شهدت خلافاً بين تحالفي سائرون والفتح بشأن اختيار مرشح وزارة الداخلية"، مبيّناً أنّ تحالف "سائرون" يرفض ترشيح الفياض للمنصب، التزاما بعبارة (المجرب لا يجرب) التي أطلقتها المرجعية الدينية.

وأشار إلى "رغبة تحالف سائرون في تسليم الوزارات إلى أشخاص مستقلين من ذوي الاختصاص"، لافتاً في الوقت عينه، إلى "ضغوط من قبل كتل لكسب هذه الوزارات لصالحها، فضلاً عن التدخل الخارجي".

وفي السياق، أكد عضو البرلمان العراقي عن تيار الحكمة علي البديري أن تصويت مجلس النواب على بقية وزراء حكومة عبد المهدي يعد أمراً صعبا جدا في جلسة الثلاثاء، لافتا إلى وجود كتلة كبيرة لن تصوت لهم إذا لم يتم استبدالهم، في إشارة إلى تحالف سائرون.

وبين أن تحالف البناء ما يزال يصرّ على مرشحيه لوزارات الداخلية والتعليم العالي والثقافة، موضحا خلال تصريح صحافي أن الكتل السياسية ما تزال تجري حوارات بشأن الوزارات الشاغرة.

ويشهد البرلمان العراقي، جلسة الثلاثاء المقبل، لإقرار التشكيلة الحكومية لعبدالمهدي، والتي أنهى منها 14 وزارة حتى الآن، فيما تسود خلافات حادة بين القوى السياسية على مرشحي الوزارات المتبقية وعددها ثمانٍ، وهي الدفاع والداخلية والعدل والثقافة والتربية والتعليم العالي والهجرة والتخطيط.

المساهمون