ولم يحدد المالكي إيران كمصدر لانطلاق الصواريخ والطائرات، وأوضح أنه "رغم جهود إيران لإظهار ذلك"، فإن الهجوم "لم ينطلق من اليمن".
وخلال المؤتمر الصحافي، الذي عقد اليوم الأربعاء، استعرض المالكي بقايا صواريخ وطائرات مسيرة قال إنها شاركت في الهجوم، وقال إن إيران تتعمد الاعتداء على مصادر الطاقة وطرق التجارة الدولية.
وأكد أن الطائرات المهاجمة هي من صناعة إيرانية من طراز "دلتا وينغ"، وأن الهجوم على المنشآت النفطية بخريص تم بصواريخ كروز طوافة من طراز "يا علي".
وبحسب المالكي، فإن تحليل البيانات يظهر أن مسار خط الهجمات جاء من جهة الشمال إلى الجنوب، وهو ما يؤكد أنها لم تأت من اليمن، كما ادعى الحوثيون، على حد تعبيره.
ولدى وصوله إلى مدينة جدة السعودية، اليوم الأربعاء، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الهجوم "إيراني"، مضيفاً "لم يكن مصدره الحوثيون".
ووصف بومبيو الهجوم بأنه "عمل حربي"، مضيفاً أن الحوثيين يدعون أنهم نفذوا الهجوم، لكن "هذا ليس صحيحاً"، مشيراً إلى "بصمات لآيات الله" على الهجوم. وقال أيضاً إنه "لا إثبات على أن مصدره العراق".
من ناحيتها، ردت السلطات الإيرانية على المؤتمر الصحافي للمتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية حول هجمات السبت الماضي على منشآت نفطية سعودية، واصفة إياه بأنه "كارثة إعلامية".
جاء ذلك في تغريدة للمستشار الإعلامي للرئيس الإيراني، حسام الدين آشنا، على "تويتر"، قائلا إن مؤتمر وزارة الدفاع السعودية "أثبت أنه لا يمكنها أن تثبت أو تعرف البلد المصنع لصواريخ الكروز والطائرات المسيرة، ومن أي منطقة أو موقع أطلقت".
وأضاف آشنا أن وزارة الدفاع السعودية لم ترد على التساؤل حول "لماذا الدفاع الجوي (السعودي) لم يستطع إحباط الهجوم".
من جهته، قدم المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع رواية مضادة، إذ قال إن الجماعة نفذت الهجوم على المنشآت النفطية بعد عملية رصد استخباري "دقيق".
وأوضح سريع أن العملية نفذت باستخدام أنواع عدة من الطائرات المسيرة، منها نفاثة وعادية، انطلقت من ثلاث نقاط أساسية بحسب المدى والمسار ومن جهات مختلفة.
وأضاف أن النقطة الأولى انطلقت منها طائرات من طراز "قاصف"، الجيل الثالث والتي تصل إلى مدى بعيد لم يكشف عنه من قبل، أما الثانية فهي طائرة مسيرة نوع "صماد3"، يبلغ مداها بين 1500 و1700 كيلومتر، وانطلقت طائرات من نقطة ثالثة ذات محركات نفاثة، وقد تم استخدامها من قبل.
وفي ما بدا رداً على المعلومات السعودية التي مفادها أن اتجاه الهجمات يشير إلى أنها لا يمكن أن تكون من اليمن وأن الهجوم جرى باستخدام 18 طائرة مسيرة وسبعة صواريخ كروز، قال المتحدث باسم الحوثيين إن الطائرات التي شدد على مسؤولية جماعته عنها، لها رؤوس انشطارية تحمل أربع قنابل دقيقة، وأنها تستطيع التخفي والمناورة وإصابة الهدف من عدة زوايا.
وكان الحوثيون قد أعلنوا منذ اليوم الأول للهجوم، أنهم نفذوه تحت مسمى "عملية توازن الردع الثانية"، باستخدام عشر طائرات مسيرة، إلا أن السعودية قالت إن الهجوم جرى باستخدام ما يصل إلى 25 طائرة مسيرة وصاروخ كروز.
إلى ذلك، هدد الحوثيون بأن هجماتهم المقبلة قد تطاول الإمارات، وقالوا إن لديهم عشرات الأهداف "ضمن بنك أهدافنا في الإمارات"، منها في أبوظبي ودبي، وإنها قد تتعرض للاستهداف في أي لحظة.
وخاطب متحدث الحوثيين العسكري يحيى سريع النظام في الإمارات بالقول "عملية واحدة فقط ستكلفك كثيراً، ستندم إذا ما قررت القيادة إصدار توجياتها بتنفيذ أي عملية رد خلال الأيام والأسابيع القادمة".
وسبق أن تبنى الحوثيون تنفيذ هجمات بطائرات مسيرة في الإمارات، إلا أن الأخيرة نفت أن تكون قد تعرضت لهجمات من قبل الجماعة.