"القاهرة 2" السوري: تمرير وقت لـ200 شخصية

07 يونيو 2015
تلغي المرحلة الانتقالية أي دور للأسد (الأناضول)
+ الخط -
ينطلق، يوم غد الإثنين، مؤتمر القاهرة الثاني بمشاركة نحو 200 شخصية من المعارضة السورية، معظمهم من أعضاء "هيئة التنسيق الوطنية" ومجموعة القيادي السابق المنشق عن "الهيئة" هيثم مناع، وعضوين من "الائتلاف السوري المعارض" يحضران بصفتهما الشخصية، وهما أحمد الجربا وفايز سارة، بالإضافة إلى عدد ممن يدعون أنفسهم بـ"معارضة الداخل"، ويسميهم النظام تحبّباً بـ"المعارضة الوطنية". كذلك يروّج المؤتمر لشخصيات أساسية فيه، لم تعلن حتى الآن انحيازها للثورة أو انشقاقها عن النظام، كالناطق السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي. واستثنى المؤتمر جماعة "الإخوان المسلمين"، بناء على طلب الحكومة المصرية. وامتنع عن المشاركة كل من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" والفصائل العسكرية المقاتلة في سورية.

يبدو أن طرح بعض أعضاء المؤتمر، وعلى رأسهم مناع، تشكيل جسم سياسي جديد يجمع "الديمقراطيين"، لن يكتب له النجاح بسبب معارضة "هيئة التنسيق الوطنية" لهذا الطرح، وسيتم الاكتفاء بإصدار وثيقة تتضمن رؤية مشتركة للحل السياسي في سورية، من المرجح ألا ترقى لأكثر من مجرد طروحات ستركز على خطر الإرهاب ومخاطر انتشار عدم الاستقرار في سورية، تماشياً مع التوجه الغربي الذي يعطي الأولوية في سورية لمكافحة الإرهاب.

ويوضح أحد المعارضين السوريين (طلب عدم ذكر اسمه) لـ"العربي الجديد"، أنّ "مؤتمر القاهرة 2 لن يخرج عنه أي جسم سياسي جديد يمثّل المعارضة السورية، وإنما سيتم الخروج بوثيقة تتضمن رؤية مشتركة للحل السياسي في سورية".

اقرأ أيضاً "القاهرة2" السوري: الائتلاف و"الهيئة" يقاطعان ولادة جسم جديد

يرى المعارض أن "مصر بات دورها معطّلاً لحل القضية السورية، على الرغم من توافقها مع السعودية على مرحلة انتقالية من دون أي دور للرئيس السوري بشار الأسد فيها"، لافتاً إلى أن مصر باتت تميل لجهة النظام وأصبحت بعيدة عن الثورة السورية.

ويشكك المعارض في نيّات مؤتمر القاهرة 2، مرتكزاً على الضغوط المصرية تجاه عدم تمثيل الائتلاف لمقعد سورية في القمة العربية الماضية التي ترأست جلستها مصر واستضافتها شرم الشيخ، ومحاولة إعادة تمثيل نظام الأسد خلال القمة ذاتها، مضيفاً "أن النظام المصري انقلب على الثورة المصرية، وهذا ما يجعله أقرب للنظام السوري من الثورة السورية".

ويضيف المصدر أنّ "تزامن مؤتمري القاهرة الأول والثاني مع مؤتمري موسكو الأول والثاني ومؤتمر الأستانة، يدل على أن مصر تتوافق مع أهداف روسيا وإيران من تلك المؤتمرات الهادفة للالتفاف على بيان جنيف ومحاولة تعويم نظام الأسد من جديد"، مشيراً إلى أن "استبعاد جماعة "الإخوان المسلمين"، دليل آخر على أن مصر لا تريد حلاً جامعاً في سورية وتتعامل مع الوضع بمقاربة لسياستها الداخلية".

ويشير مصدر من داخل "الائتلاف المعارض" في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "اتفاق السعودية مع مصر على مرحلة انتقالية في سورية من دون أي دور للأسد فيها، لا يعني أن الطرفان ينسقان في ما بينهم حول العملية السياسية"، مشيراً إلى أن "مؤتمر القاهرة تختلف أهدافه عن أهداف مؤتمر الرياض الذي يتم التحضير له من قبل السعودية".

اقرأ أيضاً: الائتلاف السوري يقاطع القاهرة بعد جنيف لمنع تعويم الأسد

وينتقد المصدر مؤتمر القاهرة 2، لافتاً إلى أن "استبعاد أي مكون من المعارضة السورية غير مقبول"، مشدداً على "ضرورة عدم التنازل عن ثوابت الثورة السورية ورصّ الصفوف من أجل إسقاط نظام الأسد".

في حين كان "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" قد قرّر عدم المشاركة في مؤتمر القاهرة 2 بسبب دعوة مصر لشخصيات وليس ممثلي أحزاب، بالإضافة إلى مساواة "الائتلاف" مع كافة الأطراف المعارضة ورفض دعوة جماعة "الإخوان المسلمين" في سورية، ما رفضه "الائتلاف" باعتباره معترفاً به من قبل 114 دولة كممثل شرعي وحيد ومحاور عن الشعب السوري.

اقرأ أيضاً: خلافات بين أطراف المعارضة السوريّة تهدّد مؤتمر القاهرة