التصريحات الأميركية والإسرائيلية العالية النبرة ضد إيران والحديث عن ضرورة مواجهتها، ومطالبة الأوروبيين بالانسحاب من الاتفاق النووي، خلال مؤتمر "السلام والأمن في الشرق الأوسط" في العاصمة البولندية وارسو أمس الخميس، والذي عقد بهدف معلن هو مواجهة النفوذ الإيراني، لم تحجب حقيقة أن هذا الهدف احتل المرتبة الثانية، بعدما تبين أن التطبيع مع إسرائيل كان الهدف الأول للمؤتمر، إذ تكفي صورة وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، وهو يجلس إلى جانب رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى جانب اللقاءات التي عقدها نتنياهو مع مسؤولين عرب مشاركين في المؤتمر منذ أول من أمس الأربعاء، فضلاً عن حجم احتفاء الاحتلال بمجريات المؤتمر بما في ذلك قول نتنياهو "نصنع التاريخ"، لوصف هذا اللقاء بـ"مؤتمر التطبيع" بين دول عربية وإسرائيل.
ولا يمكن فصل حجم التباهي الإسرائيلي أمس بما تحقق للاحتلال في المؤتمر عن حقيقة أن تسابق دول عربية نحو التطبيع العلني مع الاحتلال، وذلك يخدم مصلحته أولاً وأخيراً، لا سيما أنه يأتي في وقت تواجه القضية الفلسطينية منعطفاً جديداً عبر مخطط إدارة دونالد ترامب لتصفيتها وفق خطة الإملاءات المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، والتي تعتزم تقديمها بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في إبريل/نيسان المقبل، كما أعلن مستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، خلال حضوره في وارسو، الذي استغله للتسويق لهذه الصفقة.
وتركزت الأنظار بشكل أساسي أمس على جلوس وزير الخارجية اليمني إلى جوار رئيس الحكومة الإسرائيلي، في حدث هو الأول من نوعه بين مسؤول يمني ومسؤول إسرائيلي. وبدت المسألة أبعد من مصادفة خصوصاً أن ما قام به الوزير اليمني القادم إلى المؤتمر من العاصمة السعودية الرياض، والذي تخضع حكومته لتأثيرها إلى جانب الإمارات، بدا متعمّداً ويواكب سباق الرياض وأبوظبي للتقارب مع تل أبيب.
وجاءت تغريدة المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط جيسون غرينبلات، من داخل قاعة الاجتماعات في وارسو لتواكب التطور، وتعزز التفسير الذي اعتبر أن جلوس نتنياهو إلى جانب اليماني ليس مصادفة، إذ قال إن "ميكروفون نتنياهو كان معطلاً، فقام اليماني بإعارته ميكروفونه"، وتابع أن "نتنياهو علّق على ذلك ممازحاً: هذا شكل جديد من التعاون بين إسرائيل واليمن".
ولم يتأخر نتنياهو في توظيف اللحظة، إذ نشر على حسابه في "تويتر" خبراً يتضمن صورة له إلى جانب اليماني، وكتب فوقها بالعبرية "نصنع التاريخ". كما قال نتنياهو لصحافيين إن العشاء الافتتاحي للمؤتمر مساء الأربعاء شكل "منعطفاً تاريخياً". وأضاف: "في القاعة جلس حوالي ستين وزيراً للخارجية يمثلون عشرات الحكومات، ورئيس وزراء إسرائيلي ووزراء خارجية دول عربية بارزة، وتحدثوا بقوة ووضوح ووحدة غير عادية ضد التهديد المشترك الذي يشكله النظام الإيراني". وتابع "أعتقد أن هذا يدل على تغيير وتفهم مهم لما يهدد مستقبلنا وما نحتاج إليه لضمان أمنه، وإمكانية التعاون ستتوسع إلى أبعد من الأمن لتشمل كل جانب من جوانب الحياة". وفي العشاء الذي أقيم في قلعة وارسو الملكية، قال مسؤولون إن نتنياهو جلس على طاولة واحدة مع مسؤولين كبار من السعودية والإمارات والبحرين. وكان نتنياهو التقى في مقر إقامته في وارسو الأربعاء وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي. من جهته، قال وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة، رداً على سؤال إن كانت مملكة البحرين ستدعو نتنياهو للزيارة، لدى خروجه من جلسة المؤتمر، "سيحدث عندما يحدث".
وتواصلت "العربي الجديد"، مع مسؤولين في الخارجية اليمنية لكنها لم تحصل على رد فوري، في ظل موجة من التعليقات المطالبة للحكومة بتقديم موقفٍ واضحٍ مما شهدته وارسو، وصولاً إلى المطالبة بإقالة الوزير من منصبه، وهو ما عبر عنه سياسيون، بمن فيهم النائب محمد الحزمي، والذي كتب على حسابه في "تويتر": "أطالب بإقالة وزير الخارجية فوراً".
كما أشعلت الصورة موجة سخطٍ يمنية وعربية على شبكات التواصل الاجتماعي، وقالت الناشطة اليمنية سامية الأغبري: "ظهر اليماني جالساً جنب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو. أي عار وأي سقوط هذا؟ ما كنت عارف مثلاً؟ يا شيخ ما همك أنك تظهر جالس جنب الصهيوني النتن؟ طيب سوي مسرحية ماكنتش عارف وانسحب وإلا الخوف من أسيادكم في ابو ظبي والرياض منعك من الانسحاب! كانت خيانة الانظمة العربية مستترة اليوم مكشوفة وعلى عينك يا شعب".
ومن المعروف أن الحكومة اليمنية، ليست في وارد التصرف في قضية على درجة كبيرة من الحساسية مثل التطبيع، من دون أن تفكر على الأقل، بموقف الحكومة السعودية الداعمة لها، إذ يقيم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وأغلب المسؤولين في الرياض، ليبدو التصرف كما لو أنه رسالة سعودية إماراتية من وراء ستار، اتخذت من الحكومة اليمنية أداة لجس النبض للتقرب من المحتل الإسرائيلي.
اقــرأ أيضاً
ولم يتوقف مخطط ضرب القضية الفلسطينية عند التطبيع العلني، بل إن مؤتمر وارسو شكّل فرصة لإدارة ترامب للترويج لـ"صفقة القرن"، عبر جاريد كوشنر، الذي أعلن أن الإدارة الأميركية ستقدم "صفقة القرن" بعد الانتخابات الإسرائيلية. كلام كوشنر نقلته عنه وسائل إعلام إسرائيلية خلال جلسة مغلقة مساء الأربعاء، مع وزراء خارجية مشاركين في مؤتمر وارسو. وأضاف "سيتعين على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم التنازلات". وأعاد كوشنر التأكيد على الموقف نفسه في جلسة مغلقة أمس. وبحسب دبلوماسي مطلع على ما دار في الجلسة، فإن كوشنر لم يخض في تفاصيل الخطة خشية تسريبها، مؤكداً أنه لن يتم الكشف عنها إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. ونقل الدبلوماسي عن كوشنر قوله إن ترامب سلمه "الملف" الإسرائيلي - الفلسطيني لمنح "دفعة" للهدف الخاص باتفاق السلام والذي ظل بعيد المنال لفترة طويلة. وقال كوشنر إنه يعتقد أن "بعض الأشخاص يكونون أكثر مرونة في اللقاءات الخاصة"، من دون تقديم تفاصيل إضافية بشأن هوية هؤلاء الأشخاص وما إذا كان يقصد مسؤولي السلطة الفلسطينية. وكانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت في وقت سابق مقاطعتها للمؤتمر، وعادت أمس للإعراب عن استنكارها له. وقال مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل شعث، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، "بوقوفها كلياً في صفّ الحكومة الإسرائيلية، تسعى (إدارة ترامب) إلى تطبيع الاحتلال الإسرائيلي والإنكار المنهجي للحقّ الفلسطيني في تقرير المصير. ويدخل مؤتمر وارسو في هذا السياق".
أما الملف الذي كانت واشنطن تعوّل علناً على ترويجه خلال المؤتمر، وهو مواجهة إيران، قبيل تخفيض الكثير من الدول لمستوى مشاركتها في وارسو، فقد حضر على لسان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي طلب من الحلفاء الأوروبيين، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، محذراً من مزيد من العقوبات الأميركية على طهران. وندد بنس في كلمة له خلال المؤتمر، بإيران التي وصفها بأنها "أكبر تهديد للسلام والأمن في الشرق الأوسط"، وبأنها "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم"، واتهم النظام الإيراني بالتخطيط لارتكاب "محرقة جديدة" بسبب طموحاته الإقليمية. كما دان مبادرة جديدة من قبل فرنسا وبريطانيا للسماح لشركات أوروبية بمواصلة العمل في إيران على الرغم من فرض العقوبات الأميركية مجدداً على طهران. وقال "إنها خطوة غير حكيمة ستقوي إيران وتضعف الاتحاد الأوروبي وتبعد المسافة أكثر بين أوروبا والولايات المتحدة". وأضاف أن آلية وضعها الاتحاد الأوروبي لتسهيل التجارة مع إيران هي "مسعى لكسر العقوبات الأميركية على النظام الثوري الإيراني القاتل".
من جهته، أشاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال افتتاح وختام المؤتمر، بوجود مسؤولين عرب وإسرائيليين في "نفس القاعة، على طاولة واحدة يتبادلون الآراء"، واصفاً ما جرى بـ"اليوم التاريخي". وأضاف "لقد أتوا جميعهم لسبب واحد وهو بحث التهديدات الحقيقية لشعوب كل دولة منهم والصادرة من الشرق الأوسط". ودعا إلى عهد جديد من التعاون في الشرق الأوسط، وقال إنه لا يمكن لأي دولة أن تظل بمعزل عن التصدي للتحديات الإقليمية مثل إيران وسورية واليمن والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وحذر من أن التحديات لن تبقى في الشرق الأوسط بل ستتجه إلى أوروبا والغرب".
وركز بومبيو على فكرة أن "العدوان الإيراني في المنطقة يمثل خطراً حقيقياً، ويجب أن يتوحد العالم لإدانة الأنشطة الإيرانية". كما أشار إلى أنه "لا يمكن الحديث عن أزمة اليمن دون ربطها بإيران وحزب الله"، مشيراً إلى أنه "لإيران دور تخريبي في المنطقة عبر أذرعها".
وكان المسؤولون الإيرانيون قد واصلوا انتقاداتهم لمؤتمر وارسو، وقال رئيس مجلس الشورى علي لاریجاني إن الاجتماع مصيره الفشل. كما كتب مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية عباس عراقجي، على "إنستغرام"، أن "المخططين والداعمين للإرهاب هم الآن في مؤتمر وارسو".
اقــرأ أيضاً
ولا يمكن فصل حجم التباهي الإسرائيلي أمس بما تحقق للاحتلال في المؤتمر عن حقيقة أن تسابق دول عربية نحو التطبيع العلني مع الاحتلال، وذلك يخدم مصلحته أولاً وأخيراً، لا سيما أنه يأتي في وقت تواجه القضية الفلسطينية منعطفاً جديداً عبر مخطط إدارة دونالد ترامب لتصفيتها وفق خطة الإملاءات المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، والتي تعتزم تقديمها بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في إبريل/نيسان المقبل، كما أعلن مستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، خلال حضوره في وارسو، الذي استغله للتسويق لهذه الصفقة.
وجاءت تغريدة المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط جيسون غرينبلات، من داخل قاعة الاجتماعات في وارسو لتواكب التطور، وتعزز التفسير الذي اعتبر أن جلوس نتنياهو إلى جانب اليماني ليس مصادفة، إذ قال إن "ميكروفون نتنياهو كان معطلاً، فقام اليماني بإعارته ميكروفونه"، وتابع أن "نتنياهو علّق على ذلك ممازحاً: هذا شكل جديد من التعاون بين إسرائيل واليمن".
ولم يتأخر نتنياهو في توظيف اللحظة، إذ نشر على حسابه في "تويتر" خبراً يتضمن صورة له إلى جانب اليماني، وكتب فوقها بالعبرية "نصنع التاريخ". كما قال نتنياهو لصحافيين إن العشاء الافتتاحي للمؤتمر مساء الأربعاء شكل "منعطفاً تاريخياً". وأضاف: "في القاعة جلس حوالي ستين وزيراً للخارجية يمثلون عشرات الحكومات، ورئيس وزراء إسرائيلي ووزراء خارجية دول عربية بارزة، وتحدثوا بقوة ووضوح ووحدة غير عادية ضد التهديد المشترك الذي يشكله النظام الإيراني". وتابع "أعتقد أن هذا يدل على تغيير وتفهم مهم لما يهدد مستقبلنا وما نحتاج إليه لضمان أمنه، وإمكانية التعاون ستتوسع إلى أبعد من الأمن لتشمل كل جانب من جوانب الحياة". وفي العشاء الذي أقيم في قلعة وارسو الملكية، قال مسؤولون إن نتنياهو جلس على طاولة واحدة مع مسؤولين كبار من السعودية والإمارات والبحرين. وكان نتنياهو التقى في مقر إقامته في وارسو الأربعاء وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي. من جهته، قال وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة، رداً على سؤال إن كانت مملكة البحرين ستدعو نتنياهو للزيارة، لدى خروجه من جلسة المؤتمر، "سيحدث عندما يحدث".
وتواصلت "العربي الجديد"، مع مسؤولين في الخارجية اليمنية لكنها لم تحصل على رد فوري، في ظل موجة من التعليقات المطالبة للحكومة بتقديم موقفٍ واضحٍ مما شهدته وارسو، وصولاً إلى المطالبة بإقالة الوزير من منصبه، وهو ما عبر عنه سياسيون، بمن فيهم النائب محمد الحزمي، والذي كتب على حسابه في "تويتر": "أطالب بإقالة وزير الخارجية فوراً".
كما أشعلت الصورة موجة سخطٍ يمنية وعربية على شبكات التواصل الاجتماعي، وقالت الناشطة اليمنية سامية الأغبري: "ظهر اليماني جالساً جنب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو. أي عار وأي سقوط هذا؟ ما كنت عارف مثلاً؟ يا شيخ ما همك أنك تظهر جالس جنب الصهيوني النتن؟ طيب سوي مسرحية ماكنتش عارف وانسحب وإلا الخوف من أسيادكم في ابو ظبي والرياض منعك من الانسحاب! كانت خيانة الانظمة العربية مستترة اليوم مكشوفة وعلى عينك يا شعب".
ومن المعروف أن الحكومة اليمنية، ليست في وارد التصرف في قضية على درجة كبيرة من الحساسية مثل التطبيع، من دون أن تفكر على الأقل، بموقف الحكومة السعودية الداعمة لها، إذ يقيم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وأغلب المسؤولين في الرياض، ليبدو التصرف كما لو أنه رسالة سعودية إماراتية من وراء ستار، اتخذت من الحكومة اليمنية أداة لجس النبض للتقرب من المحتل الإسرائيلي.
ولم يتوقف مخطط ضرب القضية الفلسطينية عند التطبيع العلني، بل إن مؤتمر وارسو شكّل فرصة لإدارة ترامب للترويج لـ"صفقة القرن"، عبر جاريد كوشنر، الذي أعلن أن الإدارة الأميركية ستقدم "صفقة القرن" بعد الانتخابات الإسرائيلية. كلام كوشنر نقلته عنه وسائل إعلام إسرائيلية خلال جلسة مغلقة مساء الأربعاء، مع وزراء خارجية مشاركين في مؤتمر وارسو. وأضاف "سيتعين على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم التنازلات". وأعاد كوشنر التأكيد على الموقف نفسه في جلسة مغلقة أمس. وبحسب دبلوماسي مطلع على ما دار في الجلسة، فإن كوشنر لم يخض في تفاصيل الخطة خشية تسريبها، مؤكداً أنه لن يتم الكشف عنها إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. ونقل الدبلوماسي عن كوشنر قوله إن ترامب سلمه "الملف" الإسرائيلي - الفلسطيني لمنح "دفعة" للهدف الخاص باتفاق السلام والذي ظل بعيد المنال لفترة طويلة. وقال كوشنر إنه يعتقد أن "بعض الأشخاص يكونون أكثر مرونة في اللقاءات الخاصة"، من دون تقديم تفاصيل إضافية بشأن هوية هؤلاء الأشخاص وما إذا كان يقصد مسؤولي السلطة الفلسطينية. وكانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت في وقت سابق مقاطعتها للمؤتمر، وعادت أمس للإعراب عن استنكارها له. وقال مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل شعث، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، "بوقوفها كلياً في صفّ الحكومة الإسرائيلية، تسعى (إدارة ترامب) إلى تطبيع الاحتلال الإسرائيلي والإنكار المنهجي للحقّ الفلسطيني في تقرير المصير. ويدخل مؤتمر وارسو في هذا السياق".
أما الملف الذي كانت واشنطن تعوّل علناً على ترويجه خلال المؤتمر، وهو مواجهة إيران، قبيل تخفيض الكثير من الدول لمستوى مشاركتها في وارسو، فقد حضر على لسان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي طلب من الحلفاء الأوروبيين، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، محذراً من مزيد من العقوبات الأميركية على طهران. وندد بنس في كلمة له خلال المؤتمر، بإيران التي وصفها بأنها "أكبر تهديد للسلام والأمن في الشرق الأوسط"، وبأنها "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم"، واتهم النظام الإيراني بالتخطيط لارتكاب "محرقة جديدة" بسبب طموحاته الإقليمية. كما دان مبادرة جديدة من قبل فرنسا وبريطانيا للسماح لشركات أوروبية بمواصلة العمل في إيران على الرغم من فرض العقوبات الأميركية مجدداً على طهران. وقال "إنها خطوة غير حكيمة ستقوي إيران وتضعف الاتحاد الأوروبي وتبعد المسافة أكثر بين أوروبا والولايات المتحدة". وأضاف أن آلية وضعها الاتحاد الأوروبي لتسهيل التجارة مع إيران هي "مسعى لكسر العقوبات الأميركية على النظام الثوري الإيراني القاتل".
وركز بومبيو على فكرة أن "العدوان الإيراني في المنطقة يمثل خطراً حقيقياً، ويجب أن يتوحد العالم لإدانة الأنشطة الإيرانية". كما أشار إلى أنه "لا يمكن الحديث عن أزمة اليمن دون ربطها بإيران وحزب الله"، مشيراً إلى أنه "لإيران دور تخريبي في المنطقة عبر أذرعها".
وكان المسؤولون الإيرانيون قد واصلوا انتقاداتهم لمؤتمر وارسو، وقال رئيس مجلس الشورى علي لاریجاني إن الاجتماع مصيره الفشل. كما كتب مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية عباس عراقجي، على "إنستغرام"، أن "المخططين والداعمين للإرهاب هم الآن في مؤتمر وارسو".