وذكرت الصحيفة، في تقرير، اليوم الإثنين، أنّ تعيين بن سلمان ولياً للعهد، كسر سلسلة من الخلافة حيث كان عرش السعودية ينتقل من الأخ إلى الأخ، وجاء ذلك على حساب ابن عمه الأمير محمد بن نايف، الذي لا يزال رهن الإقامة الجبرية، وتجميد حساباته المصرفية.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز (ثمانون عاماً)، والذي تُعتبر ملكاته وقدراته العقلية محط جدل مستمر في المملكة، سلّم إدارة البلاد لابنه الذي بدأ يصنع بصمته، وينحّي جانباً الأسلوب المعتاد للحكم؛ المستند إلى توافق الآراء بين كبار العائلة المالكة.
وأشارت إلى أن بن سلمان، وبصفته نائب ولي العهد ووزير الدفاع، قاد السعودية إلى حرب "مدمرة" في اليمن تستنزف الموارد المالية وتقوض مكانة المملكة في الخارج، فضلاً عن الإضرار بسمعة الحكومات في الخليج، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة التي تدعمها.
وبوصفه ولياً للعهد، فقد كان بن سلمان وراء قرار حصار قطر، وهي خطوة يُنظر إليها على نحو متزايد على أنّها خطأ في التقدير، وفق الصحيفة.
أما إصلاحاته التي يتبجح بها، مثل السماح للنساء بقيادة السيارات، فقد ترافقت مع شنّ حملة على المعارضة والنشطاء، بمن فيهم النساء اللواتي أطلقن حملات من أجل منح الحق في القيادة.
ولعل أكثر ما أحرج بن سلمان أمام العائلة المالكة، وفق الصحيفة، هو حملة الاعتقالات بحق كبار رجال الأعمال ونظرائه الأمراء، الذين احتجزهم في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض، وهز مكانتهم من أجل الاستيلاء على عشرات الملايين من الدولارات.
وذكّرت "ذي تايمز"، بأنّه كان من بين المعتقلين، الأمير متعب بن عبد الله، والذي أُقيل من منصبه كقائد للحرس الوطني السعودي، بينما كان يحظى بتأييد العديد من الأمراء، كاشفة أنّ كبار العائلة المالكة يشكون من أنّ ولي العهد قلّص من تواصلهم مع الملك، وضيّق عليهم وسط تزايد إحباطاتهم.
"غضب متزايد"
وفي الوقت ذاته، أصبح ولي العهد على علم بـ"الغضب المتزايد" ضده في الديوان الملكي، بحسب الصحيفة.
وكشفت "ذي تايمز"، أنّ بن سلمان يخشى من عملية اغتيال، ويُقال إنّه يقضي لياليه نائماً في يخته الفخم (طوله 440 قدماً) والذي تبلغ قيمته 500 مليون دولار، ويرسو خارج جدة، مشيرة إلى أنّ هذا "القصر العائم"، الذي اشتراه أثناء فرضه إجراءات تقشفية، "يمكن أن يكون بمثابة كوة هروب، في حال تصاعد المعارضة ضده".
وذكرت الصحيفة أنّ الملك سلمان، ومع تعمّق الأزمة حول اختفاء خاشقجي، كان أرسل أحد أركان الحرس القديم، الأمير خالد الفيصل، إلى إسطنبول في مهمة لمكافحة الأضرار، مشيرة إلى أنّ كثيرين رأوا في هذه الخطوة علامة على أنّ الجيل الأكبر سناً في الأسرة الحاكمة، كان يعيد تأكيد وجوده وتقديم نفسه.
وأشارت إلى أنّ الملك سلمان، وبعد أن أقال كبار الشخصيات المقرّبة من ولي عهده، أعطى ابنه، في الوقت ذاته، صوت ثقة، وجعله مسؤولاً عن إعادة هيكلة وكالات الاستخبارات.
منافس محتمل؟
وكشفت الصحيفة أنّ البعض في المملكة، بات ينظر إلى الأخ الأصغر للملك سلمان، الأمير أحمد بن عبد العزيز (73 عاماً)، باعتباره منافساً محتملاً لتولّي القيادة، مذكّرة بفيديو له انتشر على الإنترنت، ولا سيما في السعودية، وهو يخاطب متظاهرين في لندن معترضين على الحرب في اليمن، ويلقي مسؤولية "الكارثة الدموية" واللوم على الملك سلمان وابنه محمد.
وكشفت الصحيفة أنّ الأمير أحمد بن عبد العزيز لا يزال في لندن، منذ ذلك الحين، خائفاً من غضب ولي العهد، مشيرة إلى أنّ مصير خاشقجي "هو بمثابة تذكير مرعب بثمن الوقوف في وجه MBS".
ومع تزايد الشكوك حول ولي العهد، ختمت الصحيفة بالقول إنّ "الملك سلمان هو الوحيد في المملكة الذي يملك سلطة قصقصة جناحيه، في الوقت الحالي على الأقل".