اتهامات للعبادي بعدم الجدية في تسليح عشائر الأنبار

15 ابريل 2015
أبناء العشائر يقاتلون "داعش" بما توفّر من سلاح (الأناضول)
+ الخط -
يواجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي  اتهامات شديدة من معارضيه خصوصاً في ملف برنامج تسليح عشائر الأنبار. يقول عدد من معارضي خليفة نوري المالكي، إنه غير جاد في برنامج تسليح عشائر الأنبار على غرار مليشيات "الحشد الشعبي"، وذلك بخلاف ما يعلن ويصرح به وفقاً لمسؤولين في حكومة الأنبار وزعماء قبائل، على الرغم من وقوف عدد كبير من هذه العشائر في وجه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتعرّض أبنائها إلى حملات إعدام وقتل من قِبل التنظيم. كما أن العبادي يتحفّظ على توقيع قرار يسمح للمحافظة بالاستعانة بدول أخرى لتسليح هذه العشائر، الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام "داعش" لتوسيع نفوذه في الأنبار.

ويقول عضو مجلس المحافظة مزهر الملا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "أبناء العشائر والشرطة المحليّة قاتلوا داعش، وما زالوا يقاتلونه حتى الموت، بما توفّر لديهم من سلاح بسيط يواجهون به الآلة الحربية المتطوّرة لداعش، وهم اليوم بأمسّ الحاجة إلى دعم بالسلاح والعتاد"، مؤكداً أنّ "التسليح هو واجب الحكومة المركزية والتي يجب عليها القيام به"، معتبراً أن "ما حصل قبل يومين من توزيع قطع أسلحة بالية كان مجرد استعراض إعلامي وتضليل للحقيقة على الأرض".

ويعرب الملا عن أسفه "لأننا نرى أنّ الحكومة غير جادة في تسليح العشائر، ولا حتى تسليح الشرطة المحليّة المكوّنة من أبناء الأنبار، الأمر الذي يجعل المحافظة أمام فترة قصيرة قبل ابتلاعها من داعش بشكل كامل"، مضيفاً "فوجئنا أخيراً بأن رئيس الوزراء رفض التوقيع على عقد التسليح الذي أبرمناه في واشنطن لتسليح عشائر الأنبار".

ويوضح أنه "كان من المفترض بموجب هذا العقد أن يدخل السلاح في الأول من الشهر الحالي"، مستغرباً "رفض العبادي للعقد الذي أُبرم في وقته بعلمه، وإصراره على عدم تسليح المحافظة".

وكان الملا قد أعلن لـ"العربي الجديد"، مطلع فبراير/شباط الماضي موافقة العبادي على تسليح أبناء عشائر الأنبار وفقا لماً تم الاتفاق عليه بين وفد المحافظة والولايات المتحدة، مؤكداً حينها أنّ السلاح سيصل إلى الأنبار في الأول من أبريل/نيسان الحالي.

اقرأ أيضاً: "داعش" يستغلّ صراع الإرادات الأميركي - الإيراني في الأنبار

من جهته، يقول القيادي في إحدى العشائر المتصدية لتنظيم "داعش" في محافظة الأنبار عمار العيساوي، إنّ "مقاتلي العشائر في المحافظة يعملون بالتنسيق مع الشرطة المحليّة والقوات الأمنية، وهم يبذلون جهداً كبيراً بمواجهة داعش المجهّز بسلاح متطور".

ويؤكد العيساوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "العتاد بدأ ينفد لدى أبناء العشائر، وهم بحاجة إلى دعم سريع وتجهيز بالعتاد"، مشيراً إلى أن "العتاد والسلاح في حال توفرا بشكل كافٍ للعشائر والشرطة المحليّة، فإنهم سيصدّون أيّ هجوم لداعش ويمنعونه من إحراز أي تقدم".

ويحذّر العيساوي، من "تقدّم داعش في حال عدم إمداد المقاتلين بالسلاح، وتعرّضهم إلى مجزرة على يده"، واصفاً السلاح الذي وزّعه العبادي على العشائر بـ"القطع البالية التي تعود لحرب الثمانينيات مع إيران ولا تنفع في مواجهة داعش على الإطلاق".

أما الخبير السياسي عبد الغني النعيمي، فيرى أنّ "رفض العبادي تسليح الأنبار، محاولة لإدخال الحشد الشعبي إلى المحافظة". ويقول النعيمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "يتحتم على العبادي وهو قائد المرحلة، ألّا يغامر بأرواح المواطنين وبمصير البلاد، لأجل أجندات لا أهمية لها مقابل الخطر المحدق من قبل داعش على العراق برمّته، وليس على المحافظات السنيّة فقط".

ويشير إلى أنّ "نهج العبادي لا يبني مؤسسات دولة رصينة، بل يبني مجتمعات طائفية ضيقة، تجعل من البلاد تدور في فلك ضيّق كلما خرجت من أزمة دخلت أخرى"، داعياً العبادي إلى "زرع الروح الوطنية بدلاً من الروح الطائفية في البلاد".

وتسعى الحكومة العراقية، وبعض الأحزاب إلى إدخال "الحشد الشعبي" إلى محافظة الأنبار بكل السبل، على الرغم من رفض أهالي ومسؤولي الأنبار دخولها، بسبب تورطها في انتهاكات كبيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر في بابل.

اقرأ أيضاً: العبادي يقيل المئات من الضباط بإحالتهم إلى التقاعد المبكر