العراق: الانتخابات تقلق كتل "التحالف" وجهود لكسب الصدر

08 مارس 2017
التحالف سيخوض الانتخابات بثلاث قوائم (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
تثير الانتخابات المقبلة قلق التحالف الوطني الحاكم في العراق، والذي وجد نفسه منقسماً على نفسه مع اقتراب موعد الانتخابات، ما يحتّم عليه مسابقة الزمن وإعادة ترتيب أوراقه لخوضها، بينما يعدّ انشقاق "التيار الصدري" عنه أكبر أزماته، ما دفعه (التحالف) لبذل جهود لتطويق أزماته الداخلية ومحاولة كسب التيار.

وقال نائب مُقرب من التحالف الوطني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "اجتماع الهيئة القيادية للتحالف الوطني الذي عقد، مساء أمس الثلاثاء، ركّز على بحث الانتخابات المقبلة"، مبيناً أنّ "قادة التحالف وجدوا أنفسهم منقسمين في وقت يجب عليهم التوحد ككتلة كبيرة لخوض الانتخابات".

وأوضح النائب، والذي فضل عدم كشف اسمه، أنّ "المجتمعين ناقشوا صعوبة دخول التحالف الانتخابات على حاله من التفكك والانقسام"، مبيناً أنّ "الجميع اتفقوا على أن يكون توحيد التحالف هو الهدف الرئيس لكل كتله، كما اتفقوا على تشكيل لجان لبحث وتذليل العقبات أمام دخول التحالف موحداً في الانتخابات".


وأشار إلى أنّ "الأزمة التي يواجهها التحالف هي انشقاق التيّار الصدري عنه، وأنّ جهوده المقبلة ستنصب لإعادة التيار إلى أحضان التحالف ليبقى الكتلة الأكبر خلال الانتخابات المقبلة".

من جهته، أكد النائب عن كتلة "بدر"، وهي أحد مكونات التحالف الوطني، حنين القدو، أنّ "التيار الصدري سيجد نفسه مجبراً على العودة إلى التحالف الوطني لخوض الانتخابات المقبلة".

وقال القدو، في تصريح صحافي، إنّ "التحالف الوطني سيخوض الانتخابات المقبلة بثلاث قوائم"، مبيناً أنّ "تلك القوائم يجب أن تمثّل الكتل الرئيسية بالتحالف وهي دولة القانون والمجلس الأعلى الإسلامي والتيّار الصدري".

وبين أنّ "مرحلة ما بعد الانتخابات ستشكل تشكيل تحالف وطني كبير".

في المقابل، رأى الخبير السياسي، عبد السلام عبطان "صعوبة إقناع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالعودة الى التحالف الوطني".

وقال عبطان، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "زعيم التيّار لديه مطالب كبيرة تتعارض مع توجهات قادة التحالف الوطني، ومنها حل مفوضية الانتخابات، فضلاً عن اختلافه مع زعيم دولة القانون نوري المالكي، وعدم إمكانية اجتماعهما خلال الظرف الراهن"، مبيناً أن "ذلك يعكس توجهاً للتيار بعيداً عن توجهات التحالف، ويعكس صعوبة التقاربات بينهما".

ورجح "فشل جهود إقناع الصدر للعودة، إلّا في حال أرادت إيران ذلك، وتدخلت بشكل مباشر، الأمر الذي يتيح إمكانية التئام شمل التحالف رغم الاختلافات".

يشار إلى أنّه مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية والنيابية المقبلة، يخشى التحالف الوطني تعمق أزماته وانقساماته الداخلية، الأمر الذي سيتسبب بخسارته وعدم قدرته على البقاء ككتلة أكبر من بين الكتل العراقية.

المساهمون