كذلك لم يأت المؤتمر على رغبة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وحذر المؤتمر الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني من "اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب"، مؤكداً أنه "لن يعترف بها".
ورحّب البيان بـ"الجهود الدولية للدفع بمسلسل السلام في الشرق الأوسط، ومن ضمنها القرار 2334 الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي يدين بناء المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية".
أكد البيان على "تثمين المبادرة العربية للسلام عام 2002، واعتبارها إطاراً لحل النزاع العربي الإسرائيلي". كما دعا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى "احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان"، مؤكدا أن "عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات ستُكافَأ بعرض شراكة أوروبية متميزة تتضمن تعاونا اقتصاديا مع الطرفين، ومساعدات مالية لدعم الاقتصاد الفلسطيني والبنى التحتية، وأيضا تمويل مشاريع المنظمات الإنسانية والجمعيات المدنية في إسرائيل وفلسطين التي تعمل على السلام بين الطرفين".
وكما كان متوقعاً، لم يتجاوز بيان المؤتمر الختامي الإطار السياسي العام الذي رسمه البيان المقتضب للمؤتمر السابق، والذي انعقد في يونيو/حزيران الماضي بباريس، كما تم تجنب الخوض في تفاصيل القضايا الشائكة المتعلقة بالحدود والترتيبات الأمنية، ووضع القدس وعودة اللاجئين، وتقاسم الموارد المائية، وهي القضايا الخلافية الكبرى التي تشكل عقبة أمام عودة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.
وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن خلافات برزت بين المشاركين خلال المناقشات حول الصيغة النهائية للبيان الختامي لتخفيف بعض العبارات التي تنتقد التماطل الإسرائيلي بخصوص المفاوضات، واستمرار سياسة الاستيطان.
كذلك وردت أنباء عن ضغوط قام بها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، من أجل عدم تحويل توصيات المؤتمر إلى مقترحات لمجلس الأمن الدولي.
وعقد وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، مؤتمرا صحافيا في نهاية أشغال المؤتمر بقاعة المؤتمرات بمقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس، أعاد فيه التأكيد على ضرورة "الحفاظ على مبدأ حل الدولتين كأفق وحيد وضروري لإحلال السلام في المنطقة".
وساهم في مؤتمر باريس 75 مشاركا، على رأسهم الدول الأعضاء في اللجنة الرباعية والأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي، ووزراء خارجية بلدان مجموعة العشرين، والتي تضم الدول الصناعية الكبرى والاتحاد الأوربي، بالإضافة إلى ممثلين عن الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وغالبية وزراء خارجية الدول العربية، وممثلين عن الاتحاد الأفريقي، وبعض دول أميركا اللاتينية.
ويبقى النجاح الوحيد الذي حققه المؤتمر هو قدرة الدبلوماسية الفرنسية على ضمان حضور دولي مكثف لم تشهده المؤتمرات الدولية السابقة حول الشرق الأوسط، وإعادة الحديث عن الاحتلال الإسرائيلي إلى الواجهة السياسية الدولية، بعد أن وضعته الأزمات في سورية والعراق في الدرجة السفلى في سلم الأولويات الدولية.
يذكر أن وقائع مؤتمر باريس لم تلق صدى في وسائل الإعلام الفرنسية والقنوات الإخبارية، حتى تلك التابعة للقطاع العام، والتي لم تنقل وقائع الافتتاح، وتجاهلت المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية في الختام، وانشغلت بنقل أخبار الانتخابات التمهيدية في الحزب الاشتراكي الفرنسي، في حين أن وسائل الإعلام الأجنبية أفردت حيزا مهما لوقائع المؤتمر، وبعضها نقل بشكل مباشر المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية.