قصف مجهول يدمر موقعاً لمليشيات عراقية بالبو كمال على الحدود مع الأنبار

17 سبتمبر 2019
لم تتضح جهة القصف (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر مقربة من مليشيات "الحشد الشعبي" في بلدة القائم العراقية، اليوم الثلاثاء، إن عدة عناصر من فصيل عراقي مسلح يتواجد في بلدة البو كمال المحاذية من الجانب السوري قضوا بتفجير داخل مبنى مهجور تابع للمؤسسة العامة للصرف الصحي السورية ويقع جنوب شرقي المدينة وتتخذه المليشيا مقرا لها، مؤكدة أن التفجير ناجم عن استهداف ما زال مجهولا حتى الآن ما إذا كان بواسطة طائرة مسيرة أو قصف صاروخي أو بقذائف الهاون.

ويعد الهجوم الثالث من نوعه في غضون أقل من شهر واحد إذ هاجمت طائرتان مسيرتان موقعا وسيارة على الشريط العراقي السوري بين القائم والبو كمال في الخامس والعشرين من أغسطس/ آب الماضي وأسفر الهجوم عن مصرع القيادي بكتائب "حزب الله" العراقية أبو علي الدبي وأحد مساعديه إضافة إلى تدمير معسكر للمليشيا ذاتها. كما أعقب ذلك هجوم على معسكر تابع لفصائل عراقية وأفغانية مسلحة داخل الأراضي السورية المجاورة للعراق بالقرب من منفذ القائم الحدودي وأسفر عن مقتل عدد من عناصر المليشيات العراقية.


وتتهم عدة جهات عراقية دولة الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء تلك الهجمات التي تستهدف فصائل عراقية مسلحة ضمن "الحشد الشعبي" مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، إلا أن الحكومة العراقية ما زالت لغاية الآن تؤكد أنها تحقق في تلك الهجمات، رغم مرور أكثر من شهرين على أول قصف تعرض له معسكر تابع لمليشيا في بلدة آمرلي بمحافظة صلاح الدين شمال البلاد.
وبحسب مصادر مقربة من "الحشد" فإن القصف الذي تعرضت له البو كمال صباح اليوم الثلاثاء، استهدف مبنى خدميا مهجورا تابعا لمؤسسة الصرف الصحي السوري جنوب شرقي البو كمال وتتخذ منه مليشيات عراقية وأفغانية مقرا دائما، مبينة أن هناك قتلى وجرحى بينهم عناصر مليشيات عراقية وتم نقلهم إلى مستشفى ميداني في منطقة قريبة من المدينة.
وكشفت المصادر أن هناك روايتين عن القصف الأولى أنه بطائرة مسيرة والأخرى أنه بواسطة صاروخ. وتظل الرواية الأولى أكثر قربا كون الهجوم لم يكن عنيفا بشكل يوحي أنه صاروخ موجه والمبنى لم يدمر بالكامل.
وأضافت المصادر أنه تم فرض منطقة حظر حول المنطقة (الحي الصناعي والطريق الترابي القديم) الواقعين بمحيط المبنى المستهدف.
بالمقابل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "طائرات مجهولة قصفت فصائل عراقية في منطقة البو كمال السورية، قرب الحدود العراقية"، مشيرا في تصريحات أوردتها وسائل إعلام في بغداد إلى أنه "لا توجد حتى الساعة معلومات عن الخسائر البشرية والمادية التي تسبب بها القصف".
وتقاتل عدة مليشيات عراقية في سورية منذ سنوات إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، وتتلقى دعما مباشرا من إيران وقدر عدد عناصرها عام 2015 بأكثر من 12 ألف مقاتل إلا أن الحديث الآن يجري حول نحو أربعة آلاف مقاتل فقط.
وفي السياق قال ضابط في قوات حرس الحدود العراقية، المنطقة الثانية المرابطة على الحدود عند بلدة البو كمال، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن المعلومات حول القصف سمعوا بها من وسائل الإعلام فقط.



وبين أن هناك المئات من مقاتلي "الحشد الشعبي" على الحدود، موضحا أن "التنقل بين سورية والعراق مقتصر على مليشيات محدودة مثل كتائب حزب الله والنجباء وحيدريون والبدلاء وفصائل مسلحة أخرى مرتبطة بإيران، وحتى الآن الحركة طبيعية على الحدود ولم يتم نقل قتلى أو جرحى كما حصل في المرة السابقة بعد استهداف معسكر تابع لهم في البو كمال قبل أيام"، وفقا لقوله.