فصائل حلب ترفض أي هدنة ليست طرفا فيها

08 ديسمبر 2016
المعارضة ترحب بأيّ مبادرة لإنقاذ المدنيين (جورج اورفليان/فرانس برس)
+ الخط -
أكدت المعارضة السورية المسلحة في مدينة حلب، عدم جدوى المفاوضات التي تجري بين روسيا والولايات المتحدة حول المدينة، طالما لم تكن طرفاً فاعلاً فيها، مشيرة الى أنها تقف إلى جانب أي مساع من شأنها إنهاء معاناة المدنيين المحاصرين.

وقال القيادي في جيش المجاهدين في حلب وريفها، النقيب أمين ملحيس، في حديث مع "العربي الجديد": طالما أن الجيش السوري الحر لم يكن طرفاً في هذه المفاوضات، فهي لا تعنينا، مؤكداً موافقة المعارضة السورية على "هدنة إنسانية" لإخراج المصابين من الأحياء المحاصرة، ومن يرغب من المدنيين فقط.

وتخوض فصائل المعارضة مواجهة كبرى مع قوات النظام، ومليشيات طائفية تساندها في شرقي حلب، حيث حققت الأخيرة تقدماً سيطرت خلاله على أحياء كانت تحت سيطرة المعارضة، ما فاقم من الأزمة الإنسانية لنحو 170 ألف مدني محاصرين منذ عدة أشهر.

بدوره، أكد المتحدث باسم تجمع "فاستقم كما أمرت" في الأحياء المحاصرة في حلب، عمار سقار، في تصريح لـ "العربي الجديد"، ترحيب فصائل المعارضة بكل المساعي التي "من شأنها إنهاء معاناة المدنيين، وإيقاف شلال الدم، وإنهاء الإرهاب الممارس على الشعب السوري عامة، وعلى حلب بشكل خاص"، وفق سقار.


وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية في الجناح السياسي لحركة أحرار الشام، عمران محمد في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "المفاوضات بين الروس والأميركيين تخص الطرفين، ولا معلومات لدينا عن محاور المفاوضات وماهيتها، لكن من حيث المفاوضات من أجل هدنة نحن طلبنا ونطالب بهدنة لمدة 5 أيام لإخلاء أكثر من 500 حالة طبية إضافة للسماح بخروج المدنيين إلى ريف حلب الشمالي، وليس إلى إدلب وإيقاف القصف الروسي، وإيصال مساعدات للنازحين في ريف حلب الشمالي بعد خروجهم من حلب، تحت رعاية الأمم المتحدة، وفي حال حققت تلك البنود سننتقل لبحث موضوع حلب وبقية التفاصيل".

وبينما تصعّد قوات النظام السوري من هجومها البري على شرق حلب مدعومة بمليشيات طائفية وبطيران روسي، تعقد كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية اجتماعات من أجل مناقشة اتفاق هدنة إنسانية في حلب.

وتقول مصادر، إن روسيا تسعى لفرض شروطها من خلال المفاوضات، بينما تدور المفاوضات حول تحديد الجماعات الإرهابية في حلب ومحاربتها، مقابل إدخال المساعدات الإنسانية ووقف المعارك.

ويذكر أنّ كافة الاجتماعات التي قام بها وزيرا خارجية البلدين باءت بالفشل، ولم يتنج عنها اتفاق يفضي إلى وقف القصف على حلب المحاصرة، أو إدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والمرضى، والسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة المحاصرة.

وفي السياق، زعم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في تصريحات صحافية، "إنّ عملية السيطرة على المنطقة الشرقية من حلب أخيراً، لا تأتي في إطار سياسي، وإنما تأتي في سياق الأعمال العسكرية الطبيعية"، مضيفاً "أنّه لا وجود لهدن.. وطلب الهدنة في هذا الوقت وخاصة من الأميركيين.. يأتي لأن عملاءهم من الإرهابيين أصبحوا في وضع صعب". على حدّ تعبيره.

من جانبه زعم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "الغرب يريد تسييس عملية تقديم المساعدات الإنسانية إلى حلب".


وفي بيان عن المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قال نائب رئيس الائتلاف، عبد الأحد اسطيفو: "إن حلب محور أساسي، وعلينا اليوم اتخاذ قرارات مصيرية على الصعيدين الداخلي والخارجي"، مؤكداً أن "هناك أشقاء وأصدقاء يريدون الخير لسورية ولشعبها".

وفي السياق ذاته، انتقد عضو الائتلاف الوطني عن الكتلة التركمانية، يوسف منلا، عجز المجتمع الدولي عن القيام بواجبه تجاه حماية المدنيين، من "نظام الأسد والعدوان الروسي والمليشيات المدعومة من إيران".

ودعت عضو الائتلاف الوطني، سلوى أكتاد، السوريين في كل أنحاء العالم إلى الخروج في تظاهرات تطالب بوقف "القصف الإرهابي" على مدينة حلب وباقي المدن والبلدات السورية.

وفي الشأن ذاته، يطالب ناشطون سوريون المجتمع الدولي، بالعمل على إسقاط مساعدات إنسانية عبر الطيران فوق المنطقة المحاصرة في مدينة حلب.

 

 

المساهمون