ليبرمان يحرّض أوروبا: تشددوا مع أردوغان

30 نوفمبر 2016
تعهّد ليبرمان لنتنياهو بعدم انتقاد المصالحة (غالي تيبون/فرانس برس)
+ الخط -
لا يبدو أن العلاقة التركية ـ الإسرائيلية في طور التحسّن، على الرغم من كل التطورات الدبلوماسية بين الجانبين في الأشهر الماضية. وتجلّى ذلك في المواقف المتشددة لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي دعا أوروبا إلى تشديد مواقفها العدائية تجاه تركيا، واعتماد آليات التحرك التي استخدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضدها.

في هذا السياق، كشف المعلق السياسي لصحيفة "هآرتس" براك رفيد، النقاب عن أن "ليبرمان استغل الغضب الأوروبي من الإجراءات التي اتخذها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضد الجهات التي شاركت في محاولة الانقلاب الفاشلة ضده (15 يوليو/ تموز الماضي)، وحث وزراء الدفاع الأوروبيين في اجتماع أخير معهم على التوسع في اتخاذ إجراءات عقابية ضد تركيا".

وفي تقرير نشره موقع الصحيفة، أمس الثلاثاء، نقل رفيد عن دبلوماسيين أوروبيين حضروا اللقاء قولهم إن "ليبرمان استهجن أن يصمت الأوروبيون عن الإجراءات التي اتخذها أردوغان". وتوجّه إليهم قائلاً: "لماذا تصمتون؟ أردوغان يفرض قوانين طوارئ جديدة ويقيّد حرية الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب التوسع في شن حملات اعتقال كبيرة".

وبحسب الدبلوماسيين، فقد واصل ليبرمان تحريض نظرائه الأوروبيين على أردوغان، مضيفاً أنه "لديكم الكثير من دوافع الضغط التي بالإمكان استخدامها ضد أردوغان فلماذا لا تستخدمونها؟". وأشار الدبلوماسيون إلى أن "ليبرمان حث من سماها الدول المركزية في أوروبا، تحديداً ألمانيا، على إخضاع أردوغان عبر تكثيف الضغط عليه"، معتبراً أن "القادة الأوروبيين مطالبون بالتعلم من بوتين، الذي كثّف من استخدام الضغط ضد أردوغان حتى جعله يقدم اعتذاراً لروسيا، بعد قيام طائراته بإسقاط الطائرة الروسية إثر اختراقها المجال الجوي التركي (24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)".

ولفت رفيد إلى أن "ما حفّز ليبرمان على التحريض ضد تركيا، هو إدراكه حساسية الأوروبيين إزاء توجه تركيا نحو إعادة فرض حكم الإعدام في تركيا، واستخدامه ضد الأشخاص المتورطين في محاولة الاغتيال الفاشلة".

مع العلم أن ليبرمان معروف بمواقفه العدائية من أردوغان، وسبق له أن عارض اتفاقية التطبيع مع أنقرة، التي أنهت الأزمة في العلاقات الثنائية التي تفجرت منذ مداهمة سلاح البحرية الإسرائيلي سفينة مافي مرمرة التركية أواخر مايو/ أيار 2010. وقد ترك ليبرمان بغضب الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية للتصويت على اتفاق المصالحة مع أنقرة، لكنه في الوقت ذاته التزم أمام نتنياهو بعدم الإدلاء بتصريحات سلبية بشأنه في وسائل الإعلام.



في سياق العلاقة الإسرائيلية مع تركيا، أعرب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، الجنرال هرتسل هليفي، عن تشاؤمه إزاء فرص تطور العلاقات مع تركيا في أعقاب التوقيع على اتفاق المصالحة. وفي محاضرة ألقاها يوم الاثنين، في جامعة تل أبيب، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس"، حث هليفي صناع القرار لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على "عدم إبداء لهفة على إصلاح العلاقات مع تركيا بسبب التوجهات العامة للسياسة التركية".

وتوقع هليفي أن تتم "تصفية تراث أتاتورك في غضون 15 عاماً، بسبب تعاظم مظاهر التطرف الديني في تركيا". ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى إبداء موقف "متشدد" في الاتصالات مع أنقرة والتقدم "ببطء" في العلاقات معها.

مع العلم أن أردوغان أحرج رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أخيراً، عندما كشف في مقابلة أجرتها معه القناة الإسرائيلية الثانية، أن "الحكومة الإسرائيلية لم تتوجّه له بطلب التوسط لدى حركة حماس، للتوصل لصفقة تبادل أسرى، يتم خلالها إعادة الجنود الإسرائيليين المفقودين في غزة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين"، وذلك على الرغم من قول نتنياهو العكس. وقد أفضت تصريحات أردوغان إلى ردود فعل قوية لدى الإسرائيليين، فقد اتهمت عائلات الجنود المفقودين نتنياهو بـ"التضليل وعدم التحرك الفعلي لإعادة أبنائها"، في حين اتهمته المعارضة بـ"التقصير".

وفي سياق متصل، كشف الصحافي بن كاسبيت، النقاب عن أن أردوغان هو الذي أقنع رئيس الدولة الإسرائيلي روفين ريفلين باتخاذ موقف متشدد ضد مشروع القانون الذي يحظر رفع الأذان عبر مكبرات الصوت. وفي تقرير نشره موقع صحيفة "معاريف"، أمس، كشف كاسبيت أنه "عند اتصال ريفلين بأردوغان ليشكره على إسهام تركيا في إطفاء الحرائق التي اندلعت في إسرائيل أخيراً، طلب منه الرئيس التركي التدخل من أجل إقناع الحكومة بإعادة النظر في القانون". وأوضح كاسبيت أن "ريفلين اتصل بالفعل بوزراء ونواب وحثهم على عدم تقديم مشروع القانون للتصويت عليه، علاوة على أنه هاجم المشروع معتبراً ألا مبرر له".