مصير مجهول لسكان تدمر السورية بعد سيطرة "داعش"

15 ديسمبر 2016
تمكّن "داعش" من السيطرة على مناطق واسعة بالبادية السورية(Getty)
+ الخط -

يحتجز تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، المئات من أهالي مدينة تدمر، التي انسحبت منها قوات النظام وروسيا، إضافة إلى المليشيات الايرانية والعراقية والسورية الموالية، قبل أيام، بعد اشتباكات، في وقت منع فيه التنظيم غالبية المدنيين من مغادرة المدينة، وكان قد أجبرهم على العودة إليها عقب سيطرته على تدمر في شهر آذار/مارس الماضي.

وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في تدمر والبادية، أحمد الزيتون، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "أكثر من 120 عائلة محتجزة الآن عند التنظيم في السخنة منذ دخول تدمر، ولم يتم حتى الآن إخلاء سبيلهم، وهم رهن التحقيق"، لافتاً إلى أنه "لا يوجد مدنيون في المدينة حاليا".

وبيّن الزيتون أن "معظم هذه العائلات تم اقتيادها من تدمر والمناطق المحيطة بها، وتحديدا من طريق عام حمص تدمر منطقة الدوة الزراعية"، وأضاف أنه إلى الآن "لم توثق سوى حالتي إعدام لشخصين من تدمر بتهمة العمالة للنظام فقط".

وكانت تقارير إعلامية قد أفادت بأن عددا من العائلات لم تستطع مغادرة المدينة فبقيت داخلها، بانتظار مصير مجهول، في ظل احتمال أن يوجه التنظيم لهم اتهامات بالعمالة للنظام أو "العيش في أرض الكفر أو الردة" وغيرها من التهم الجاهزة لدى التنظيم، والتي في معظمها يكون حكمها القتل، بغض النظر عن الطرق التي يعتمدها التنظيم من قطع الرأس إلى الحرق إلى التفجير أو الإغراق أو الرمي من على مبنى مرتفع، كما فشلت عدة عائلات في الوصول إلى التيفور والمطار العسكري، ومنهم من بقي في منطقة الدوة، إلى أن وصل إليهم عناصر التنظيم فاقتادوهم إلى مناطق مجهولة.

وتحدث ناشطون عن إطلاق التنظيم عددا من المحتجزين، تم نقلهم إلى الرقة، لعدم تورطهم مع النظام، على حد تعبير عناصر التنظيم.

وكان تنظيم "داعش" سيطر على مدينة تدمر، ليصل إلى تخوم مطار التيفور العسكري، أحد أهم المطارات التي ما زالت خاضعة للنظام، إضافة إلى سيطرته على عدة مناطق وحقول غاز في المنطقة.

في حين أثارت خسارة تدمر، موجة من الانتقادات اللاذعة للنظام وروسيا وإيران، وترك المدنيين فريسة سهلة للتنظيم، في وقت ينشغل كل منهم بالحديث عن السيطرة على أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.

المساهمون