وتواصل قوات الأمن الكردية، متابعة تفاصيل الاعتداء الذي طاول موظفي القنصلية التركية في أربيل خلال وجودهم في أحد المطاعم، وأسفر عن مقتل نائب القنصل التركي عثمان كوسه، ومواطنين عراقيين، هما كل من نريمان عثمان، وبشدار رمضان، وإصابة آخرين كانوا برفقة نائب القنصل.
ووفقا لمسؤول رفيع في مديرية "أسايش" أربيل، وهو جهاز الأمن العام في الإقليم، فإنه "تمت مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة في منطقة الحادث والمناطق المجاورة، وتوصلت قوات الأمن إلى فكرة كاملة عن كيفية تنفيذ الهجوم والجهة التي انسحب منها المهاجمون".
وشدد المسؤول على أن المنطقة التي وقع فيها الحادث "مؤمنة من قبل الأمن والشرطة السرية، بسبب كونها منطقة وجود دبلوماسيين وموظفين أجانب يقيمون في حي عين كاوة الراقي، لذا فإن احتماليات كونها عملية إرهابية ضعيفة جدا".
وبيّن المصدر نفسه، أن المشتبه به الأول بالوقوف وراء الاعتداء هو "حزب العمال الكردستاني، بعد مقتل عدد من عناصره بعملية المخلب التركية الجارية منذ شهر داخل أرض حدودية عراقية"، لكن المسؤول نفى تورطه بالاعتداء "والتحقيقات مستمرة ولا يمكن اتهام أحد إلا بعد انتهائها".
وكشف المسؤول نفسه أن الأمن يبحث عن سيارات محددة "تم رصدها، وكذلك يستجوب رجال أمن في المنطقة وشهود عيان أيضا، ومن المؤمل وصول فريق تحقيق اتحادي من وزارة الداخلية في بغداد إلى أربيل".
إلى ذلك، أكد المسؤول ذاته، عدم ممانعة الحكومة العراقية في بغداد إشراك محققين أتراك بالقضية من باب التعاون الأمني في كشف الجناة، وكذلك رئاسة إقليم كردستان، بناء على تواصل بين الجانبين صباح اليوم الخميس.
وما زالت قوات الأمن الكردية تتخذ إجراءات مشددة بمحيط منطقة الاعتداء، وكذلك محيط السفارة التركية وشوهدت نقاط تفتيش وفرق أمن جوالة في المنطقة.
وقالت وسائل إعلام كردية عراقية إن جثمان نائب القنصل التركي عثمان كوسه البالغ من العمر 36 عاما وصل فجر الخميس إلى الأراضي التركية.
وقتل الدبلوماسي التركي مع اثنين من مواطني إقليم كردستان أمس الأربعاء بهجوم في مطعم بمحافظة أربيل.
وحمل عضو البرلمان العراقي عن كتلة المستقبل الكردية المعارضة سركوت شمس الدين سلطات إقليم كردستان مسؤولية الحادثة، موضحا في بيان أن "الصراع السياسي على المكاسب والمغانم داخل أسرة البارزاني هو الذي تسبب بتدهور الأمن في الإقليم".
وطالب شمس الدين الأمن في كردستان بـ"كشف هوية المجرمين الذين قتلوا الدبلوماسي التركي في أحد مطاعم أربيل"، مبينا أن المطعم "مزود بكاميرات مراقبة أمنية".
وأشار إلى أن التأخير في إعلان هوية المجرمين "سيثير كثيراً من علامات الاستفهام بشأن الجهة التي نفذت العمل"، مستنكرا الحادث الذي وصفه بـ"الإرهابي الذي يهدف إلى خلق أزمات جديدة بين العراق وجيرانه عن طريق قتل الدبلوماسيين".
وبعد الهجوم، أجرى رئيس إقليم كردستان مسرور البارزاني اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، استنكر خلاله الجانبين الهجوم وشددا على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
ودان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجوم المسلح الذي استهدف موظفي القنصلية التركية في أربيل، مؤكدا أن الاتصالات مستمرة مع السلطات العراقية للقبض على مرتكبي الهجوم بأسرع وقت.
وأكدت الرئاسة التركية أنه سيتم الرد بالشكل اللازم على هجوم أربيل الذي وصفته بـ"الشنيع".