واستبقت الشرطة فى حي ود نوباوي، بمدينة أم درمان، خروج المحتجين وأطلقت، حسب شهود عيان، الغاز المسيل للدموع، لكن بعض المتظاهرين نجحوا في التجمع مرة أخرى وترديد هتافات الحراك الشعبي المعروفة "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"سلمية سلمية ضد الحرامية"، وغيرها من الشعارات.
وفي حي جبرة، جنوب الخرطوم، كان لافتاً انضمام مئات المصلين بمسجد "سيد المرسلين"، المحسوب على التيار السلفي، للحراك الشعبي.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن أحد المصلين تحدث عقب الصلاة عمّا يتعرض له المتظاهرون من قتل وتعذيب شبهه "بما يحدث للفلسطينيين"، ما أثار عاصفة من الهيجان داخل المسجد، ليخرج بعدها مئات المصلّين إلى الشارع مرددين شعارات الحراك الشعبي بسقوط النظام.
وكان خطيب المسجد عبد الحي يوسف، الذي يُعدّ أحد أبرز قيادات التيار السلفي، قد أدان في خطبته عمليات القتل التي قال إن "كل الشرائع حرمتها"، مشيراً إلى أن "الذين خرجوا للشوارع خرجوا نتيجة للضائقة المعيشية التي ألمّت بهم"، مطالباً بـ"إصلاح حقيقي في الدولة"، ومحذراً في الوقت نفسه من "مصالح قوى سياسية أخرى تريد أن تحققها من خلال الحراك الشعبي".
ولأول مرة أيضاً، انضمت مدينة بار غربي السودان، اليوم الجمعة، إلى مدن الحراك الجماهيري المطالب بسقوط النظام، حيث خرج مئات الأشخاص من مساجد المدينة، بحسب بيان لحزب "المؤتمر السوداني المعارض"، مطلقين هتافات بسقوط النظام، ورحيل رئيسه عمر البشير.
وأضاف الحزب في البيان، أنّ "السلطات الأمنية قابلت الهتافات بالضرب المفرط والاعتقالات والثوار واجهوا ذلك بالصمود".
وفي مدينة الجيلي شمالي الخرطوم، خرج مئات المصلّين للتنديد بالحكومة والمطالبة برحيلها.
ودخلت الاحتجاجات الشعبية في السودان التي بدأت في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أسبوعها الثالث يوم الأربعاء، وشملت نحو 25 مدينة سودانية وعدداً من القرى، خرجت ضد الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار، ولا سيما بعد رفع سعر الخبز، ورفع المتظاهرون خلالها سقف مطالبهم إلى إسقاط النظام.
وبحسب رواية المعارضة، فإنّ 43 شخصاً قتلوا خلالها، فيما تقول الحكومة إنّ عدد القتلى 23 شخصاً.