وصباح الأحد، أعلن مكتب الرئيس العراقي أنه غادر طهران متوجهاً إلى السعودية في زيارة رسمية بدعوة من العاهل السعودي.
ووفقا للبيان، فإن "الرئيس والوفد المرافق له أجرى أمس السبت في طهران عدداً من اللقاءات والاجتماعات مع المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس الإيراني حسن روحاني، وكبار المسؤولين الإيرانيين".
وأشار البيان إلى أن "هذه الزيارات إلى الدول المجاورة تأتي ضمن جهود العمل لإرساء أفضل العلاقات مع جميع دول المنطقة على أساس المصالح المشتركة، وبما يحفظ استقلال وسيادة الدول، ويوفر فرص التعاون والتفاهم من أجل أمن وسلام البلدان والمنطقة وتقدمها".
وأكد مسؤول عراقي بارز في بغداد باتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن زيارات صالح تم التنسيق بشأنها مع رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، وهناك زيارات أخرى ضمن برنامج متفق عليه مسبقا"، مبينا أن "الزيارات للدول الخمس لا تتضمن أي اتفاقيات أو تفاهمات، كونها ليست من صلاحية الرئيس، لكن تهدف إلى طمأنة الدول المجاورة من أن العراقيين لا يرغبون بلعب أي دور سلبي ضد أحدهم بالمستقبل القريب، ولا تغيير خارجي في سياسته عما كانت عليه فترة حكومة حيدر العبادي السابقة".
وأشار إلى أن "الرئيس العراقي يرافقه وفد استشاري وصحافي كبير، تم اختياره من قبله، وخصصت له طائرة خاصة في تنقلاته"، معتبرا أن "العلاقة الأخوية التي جمعت رئيس الحكومة عبد المهدي في السنوات السابقة ببرهم صالح تصب بشكل إيجابي في مثل هذه الزيارات".
وتشي تسريبات من داخل قوى سياسية شيعية في بغداد إلى وجود حالة عدم راحة أو ترقب من نشاط صالح "المفرط" على غير المعهود من الرؤساء السابقين.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن "صالح قرر الحصول على دور بالمشهد السياسي العراقي، وعدم البقاء على الهامش كما الرؤساء السابقين، مستغلا عدم فاعلية عبد المهدي بالملف الخارجي حتى الآن، وانشغاله بالأزمة الحالية المتعلقة بحكومته، وعلاقته الوثيقة به، وهو ما قد يخلق معادلة سياسية جديدة، حيث تكون لرئيس الجمهورية كلمة بعد أن كان الملف محصورا برئيس الحكومة فقط".
من جانبه، قال الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد الربيعي، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة صالح لدول الجوار مهمة في مثل هذه الظروف، حتى وإن لم تفض إلى شيء، فإنها سترسخ حالة إيجابية في العلاقات العراقية مع تلك الدول".
وتوقع الربيعي أن "استثناء صالح زيارة تركيا رغم ملف الماء الساخن (دجلة والفرات)، وملف حزب العمال، والنفط، والتواجد التركي شمال العراق، وأمور أخرى مشتركة مع بغداد، يفهم منه محاباة من صالح لقاعدته السياسية في السليمانية، حيث الاتحاد الكردستاني المتقاطع مع أنقرة والداعم لحزب العمال الكردستاني".
وبين أنه "من المهم التواصل مع تلك الدول من قبل رئيس الحكومة أيضا، وأن يكون ذلك ضمن شعار "العراقيين أولا" فيما يتعلق بمصالح البلاد، كون زيارة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي تعني أن العلاقات مع تلك الدول دخلت حيز الواقع فيما يتعلق بالاتفاقيات والتفاهمات التي سيتم التوصل لها، وليس مجرد بيانات مكتوبة كما يحدث في زيارة صالح"، وفقا لقوله.