أكدت مصادر متطابقة في شرق ليبيا تزايد حدة الخلافات بين رئيس مجلس النواب المجتمع في طبرق عقيلة صالح وظهيره القبلي من جانب، واللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ومليشياته من جانب آخر. فيما استهدفت قوات حكومة الوفاق عدداً من مواقع مليشيات حفتر وقاعدة "الوطية" أقصى غرب طرابلس.
وظهرت بوادر توتر عسكري إثر هجوم مباغت شنته إحدى فصائل كتيبة طارق بن زياد، التي يقودها صدام نجل حفتر، على الكتيبة 102 مشاة في منطقة مرتوبة، أمس الجمعة.
وتزامناً مع تناقل منصات التواصل الاجتماعي أنباء اقتحام مليشيا حفتر لمقر الكتيبة واعتقال آمرها "حسين العبيدي"، ومصادرة كل أسلحتها، كشفت المصادر أن حفتر لم يعد لديه خيار إلا مداهمة مقر الكتيبة التي تعتبر أقوى الأذرع العسكرية لقبيلة العبيدات التي يُعتبر "صالح" زعيمها الحالي.
وجاء الاقتحام بعد بيان جديد لشباب قبيلة العبيدات أعلنوا فيه رفض مساعي حفتر لتفويضه لحكم البلاد، والتأكيد على شرعية مجلس النواب الذي يترأسه "صالح"، وتجديد دعمهم لمبادرته السياسية، التي يعتبر وقف الحرب أحد بنودها الأساسية، مع التأكيد على "المؤسسة العسكرية"، من دون ذكر اسم حفتر.
Facebook Post |
وقالت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، ومن بينها مقربون من صالح، أن حفتر طالب كتيبة الحماية في طبرق والكتيبة 165 مشاة بتسليم أسلحتهما، لكن الأخيرة رفضت وطالبت فصائلها التي تقاتل ضمن مليشيات حفتر في محيط طرابلس بالرجوع.
وتقول المصادر إن أجهزة أمن حفتر تشن منذ أيام حملة اعتقالات واسعة في مناطق سيطرتها بين مدينة البيضاء وحتى مدينة أجدابيا، آخرها اقتحام منزل الضابط محمد عبد المولى بمدينة البيضاء، أمس الجمعة، واعتقاله مع اثنين من إخوته.
وبعد نشر أسرة عبد المولى فيديو، تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر حجم الأضرار التي خلّفها الاقتحام، أكد الأطرش، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن إقدام الأهالي على تسجيل هذه الفيديوهات ونشرها هو مؤشر واضح على تنامي المعارضة المحلية، خصوصاً أن الأسرة وصفت قوة حفتر التي داهمت المنزل بـ"المليشيا".
وحول التطورات الأخيرة، أوضحت معلومات المصادر المتطابقة أن الأوساط القبلية في العبيدات وحلفاؤها يعيشون حالة من السخط حيال اقتحام حفتر مقر الكتيبة 102 المؤلفة من عناصر من قبيلة العبيدات، وقامت بتأمين كل اجتماعات "صالح" التي استقبل خلالها وجوهاً قبلية ومناطقية لحشد الدعم لمبادرته في الآونة الأخيرة.
وعن شكل الرد، تشير مصادر إلى رفض صالح الرد على خطوة حفتر عسكرياً، لكنه في ذات الوقت طالب مجموعات مسلحة بالتوجه للسيطرة على مقار عسكرية هامة، من بينها قاعدة طبرق ومعسكر لملودة وقاعدة الأبرق المحاذية لمدينة البيضاء، ما يعتبره الأطرش انشقاقاً ضمنيا لا يستبعد أن يتزايد ظهوره، لتنحصر رقعة سيطرة حفتر من مدينة البيضاء وحتى بنغازي فقط.
ويبدو أن نتائج مساعي صالح للحشد لمبادرته السياسية التي تتقاطع مع مصالح حفتر، وربما تقصيه أيضا، رجح أحد المصادر أن يكون حفتر على علم بمساعي صالح للإعلان عن بديل عنه كرئيس للمؤسسة العسكرية من خلال صلاحياته كرئيس لمجلس النواب، خصوصاً أن بيانات القبيلة تؤكد دعمها للمؤسسة العسكرية.
وأعلن شباب قبيلة العبيدات يوم 28، في بيان لهم، رفضهم تفويض حفتر نفسه لحكم البلاد، وانضمت إليهم قبائل المرابطين، في بيان آخر يوم 30 إبريل/نيسان، أكدوا خلاله رفض التفويض ودعم مبادرة صالح السياسية.
وتعيش قبائل العبيدات والمرابطين من المنفذ المصري وحتى منطقة الأبرق المحاذية لمدينة البيضاء التي لا تفصلها عن معقل حفتر الرئيسي في المرج سوى 100 كم.
من جانب آخر، استهدفت قوات حكومة الوفاق عدداً من مواقع مليشيات حفتر جنوب طرابلس، وقاعدة "الوطية" جنوب غرب طرابلس.
وأوضح، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المدفعية نجحت في تدمير آلية بمحور سوق الخميس في محيط طرابلس الجنوبي، وتدمير عدد من الآليات، ومقتل عدد من المرتزقة في محور الطويشة.
وبينما أشار المدني إلى عدم وقوع أي اشتباكات مباشرة بين الطرفين، أكد أن سلاح الجو لا يزال يسيطر على سماء المنطقة الغربية والوسطى، مضيفاً أن عدة غارات نفّذها سلاح الجو في محيط وداخل قاعدة الوطية، مساء أمس الجمعة، استهدفت عدداً من الآليات، تزامناً مع استهداف حافلة عسكرية بها عدد من عناصر مليشيات والمرتزقة، بالطريق الرابط بين تينيناي وبني وليد (180 كم جنوب شرق طرابلس).
وفي مؤشر على تراجع قدرات حفتر القتالية في محاور محيط طرابلس، تناقلت منصات التواصل الاجتماعي فيديو يظهر ثلاثة أسرى من مليشيات حفتر، من بينهم طفل في سن 15. وبحسب اعترافات الأسرى الثلاثة، فإنهم جُلبوا من دور الرعاية للزج بهم في أتون الحرب باستغلال حاجتهم إلى المال.