انتخابات العراق: استعدادات لـ"التصويت الخاص" وخشية من التلاعب

09 مايو 2018
استبعاد حصول التصويت الخاص بحيادية تامة(مروان ابراهيم/فرانس برس)
+ الخط -
يخشى سياسيون ومرشحون للانتخابات في العراق من احتمال حدوث تلاعب بنتائج "التصويت الخاص"، المقرر أن يبدأ يوم غدٍ الخميس.

ويشمل التصويت الخاص منتسبي الجيش والشرطة وبقية صنوف القوات العراقية المسلحة، فضلاً عن المرضى ونزلاء السجون والمغتربين، وقد خصصت مراكز لعناصر الأمن العراقي للتصويت.

ويؤكد ضباط في القوات الأمنية العراقية وجود ضغوطٍ تمارس عليهم من قبل آمريهم، للتصويت لقوائم ومرشحين معينين.

ويستبعد نقيب في الشرطة الاتحادية إمكانية أن تتمّ عملية التصويت الخاص بحيادية تامة، بسبب وجود رقابة مباشرة من قبل الآمرين ورؤساء الوحدات الأمنية، مذكراً في حديث لـ"العربي الجديد" بأن الانتخابات السابقة التي شهدها العراق في العام 2014، منحت الكثير من أصوات ضباط وعناصر الأمن إلى مرشحين محددين، بناء على أوامر من قادة ميدانيين كانوا يتواجدون في مراكز التصويت الخاص.

إلى ذلك، يقول المرشح للانتخابات عن محافظة نينوى (شمال العراق) علي الزوبعي، إن بعض الجهات السياسية استغلت نفوذها وجمعت عدداً كبيراً من بطاقات الناخبين الخاصة بمنتسبي القوات العراقية لاستخدامها في التصويت الخاص. ويرى في تصريح صحافي أن الانتخابات المقبلة لن تكون نزيهة، بسبب وجود محاولات متكررة لتزوير النتائج.

وفي هذا الصدد، يشير الزوبعي إلى قيام فصائل "الحشد الشعبي" في نينوى بالضغط على السكان المحليين من أجل التصويت لقائمة معينة، موضحاً أن هذه الفصائل تمنع المرشحين من الدخول للترويج لحملاتهم الانتخابية في بعض المناطق.


في هذه الاثناء، كثفت القوات العراقية من تواجدها في محيط مراكز الاقتراع المقررة للتصويت الخاص في عموم المحافظات العراقية، بحسب مصادر في وزارة الداخلية العراقية. وبدأت قوات خاصة منذ الليلة الماضية نقل صناديق الاقتراع الى هذه المراكز تحت حماية أمنية مشددة، فيما أوضحت المصادر لـ"العربي الجديد" أن هذه العملية ستتواصل اليوم لتكون المراكز جاهزة لاستقبال الناخبين صباح غد.

ونفت المصادر ذاتها الأنباء التي تحدثت عن فرض حظر تجول في بغداد بالتزامن مع بدء إجراءات التصويت، مبينة أن الإجراءات الأمنية بدأت بالفعل من خلال تكثيف التواجد الأمني، ومنع دخول الشاحنات وسيارات الحمل إلى العاصمة العراقية، لكنها لم تتضمن حظر تجول حتى الآن.

لكن تكثيف إجراءات الأمن في مراكز التصويت الخاص لا يمكن أن يضمن نزاهة العملية الانتخابية بداخلها، وفقاً لعضو "التيار المدني العراقي" عمر مؤيد.

ويشرح مؤيد أن أحزاب السلطة غالباً ما تعول على التصويت الخاص الذي يمكن أن يمنحها من خلال وسائل الترغيب والترهيب عدداً كبيراً من الأصوات، مذكراً في حديث لـ"العربي الجديد" باستغلال رئيس الوزراء السابق نوري المالكي التصويت الخاص، لرفع رصيده الانتخابي في انتخابات 2010 و2014.

 

 

 

المساهمون