كفرنبودة.. لماذا تشهد أعنف المعارك في ريف حماة؟

26 مايو 2019
يحاول النظام الاقتراب من إدلب (Getty)
+ الخط -
سيطرت قوات النظام السوري، مدعومة بالطائرات الروسية ومليشيات محلية وأجنبية، على بلدة كفرنبودة، الواقعة شمال غربي مدينة حماة، بعد استهدافها بأكثر من 100 ضربة جوية ومئات القذائف المدفعية والصواريخ، واشتباكات مع مقاتلين من فصائل "الجيش السوري الحر" و"هيئة تحرير الشام".

وخرجت المدينة عن سيطرة فصائل المعارضة في الثامن من أيار/مايو الحالي، ثم تمّت استعادتها في 21 مايو، لتعاود قوات النظام السيطرة عليها مساء اليوم الأحد، بعد مواجهات وصفت بالأعنف، أعلنت الفصائل خلالها قتل عشرات العناصر من قوات النظام وتدمير العديد من الآليات.

ويقول العميد الركن والمحلل السياسي أحمد رحال، لـ"العربي الجديد"، إن أهمية بلدة كفرنبودة بالنسبة لقوات النظام، تأتي من أهمية التوسع في المناطق الخارجة عن سيطرتها، والاقتراب أكثر فأكثر من إدلب، والتضييق على المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرتها.

ويشرح رحال أن الأهم بالنسبة لهذه القوات هو تسجيل أي نصر عسكري في ظلّ سياسة المفاوضات التي وصل إليها الملف السوري، فالأقوى على الأرض يستطيع فرض شروطه، والمنتصر هو صاحب الشروط في أي تفاوض.


ويرى الصحافي، وابن ريف إدلب الجنوبي، عمر حاج أحمد، من جهته، أن بلدة كفرنبودة تعتبر الخط الأول للدفاع عن إدلب بالنسبة لفصائل المعارضة، أما بالنسبة للنظام، فتعتبر خط الدفاع الأول عن معسكرات المغيّر وبريديج وحيالين، في ريف حماة الشمالي، التي أصبحت أخيراً نقاط تمركز للقوات الروسية.

ويشير حاج أحمد إلى أن النظام حاول السيطرة على البلدة من خلال المصالحات، لكنّه فشل في ذلك، فقرّر اقتحامها عسكرياً، كونها تقع على الطريق الواصلة بين جبل شحشبو وقلعة المضيق ومدينة السقيلبية، وأنه بالسيطرة عليها، يكون قد تمكّن من تقطيع أوصال المنطقة.

ويلفت الصحافي السوري إلى أن النظام بسيطرته على بلدة كفرنبودة، يكون قد قطع الطريق على الدوريات التركية بين نقطتي شير مغار في جبل شحشبو، ومورك في ريف حماة، في محاولة منه للضغط على الجانب التركي للقبول بدوريات مشتركة مع روسيا، أو إفساح المجال للدوريات الروسية على حدود إدلب الجنوبية.

وبحسب حاج أحمد، فإن البلدة كانت تحوي قبل تقدّم قوات النظام إليها في الثامن من مايو، نحو 30 ألف نسمة من المدنيين، معظمهم نازحون من المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، وبهذا التقدم فرّ هؤلاء إلى مخيمات الشمال السوري، والمناطق القريبة من الحدود التركية.

وجاء تقدّم قوات النظام بعد هجوم بري على مواقع المعارضة في البلدة كفرنبودة، بالتزامن مع استهداف الخطوط الخلفية للمقاتلين في ريف إدلب الجنوبي بعشرات الضربات الجوية.