"وول ستريت جورنال": خطط إيرانية لاستهداف المصالح الأميركية بالمنطقة

07 مايو 2019
عزز الأميركيون وجودهم بالمنطقة بناء على تقدير استخباري(Getty)
+ الخط -
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الثلاثاء، إن تقارير استخبارية محددة بشكل غير اعتيادي، حول تهديدات إيرانية حديثة للقوات الأميركية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، دفعت الجيش الأميركي إلى الرد، عبر تعزيز وجوده وإرسال حاملة طائرات وقاذفات إلى المنطقة.

وأظهرت تقارير الاستخبارات الأميركية، وفق الصحيفة نفسها، أن إيران أعدت خططاً لاستهداف القوات الأميركية في العراق، وأمكنة أخرى في الشرق الأوسط، ما دفع إلى تعزيز هذه القوات في المنطقة في محاولة لردع أي تحركات إيرانية، بحسب مسؤولين أميركيين.

ويأتي التصعيد في وقت قال دبلوماسيون أوروبيون، أمس الإثنين، إن طهران تستعد على ما يبدو لخرق أجزاء من الاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى في عام 2015 (انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب)، والذي يقيد برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

ورفعت واشنطن أخيراً من مستوى ضغوطها على إيران. وفي هذا السياق، أنهت في شهر إبريل/نيسان الماضي، إعفاءات لاستيراد النفط الإيراني، في محاولة لتصفير عائداته، كما صنفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

وبحسب الصحيفة، فقد أظهرت التقارير الاستخبارية الأميركية أن إيران أعدت خططاً لاستهداف القوات الأميركية، وربما في سورية، وهندسة اعتداءات في منطقة باب المندب "عبر وكلاء"، وفي منطقة الخليج العربي مستعينة بطائراتها الخاصة من دون طيار، بحسب المسؤولين الأميركيين. وتحدثت "وول ستريت جورنال" أيضا عن معلومات استخبارية تفيد بأن إيران قد تحاول استهداف القوات الأميركية في الخليج.


وقال مسؤول أميركي إنه ليس واضحاً إذا كانت المعلومات الاستخبارية الجديدة قد حددت أن العمليات قد خططت إيران لتنفيذها قريباً، أم أنها تحضير لعمليات في حال انتقلت التوترات الإيرانية – الأميركية المتصاعدة إلى مواجهة مباشرة. 

وكان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون، أعلن أول من أمس، أنّ الولايات المتحدة سترسل حاملة طائرات وقوة من القاذفات إلى الشرق الأوسط، في رسالة "واضحة لا لبس فيها" إلى إيران، على حد قوله.

ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، غدا الأربعاء، عن جملة إجراءات "مرحلية"، وذلك في الذكرى السنوية الأولى للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

وحول ذلك، أكد مسؤول إيراني أن "الانسحاب من الاتفاق ليس مطروحاً في الوقت الحاضر"، لافتًا إلى أن "تقليصاً جزئياً وكلياً لبعض التعهدات الإيرانية، والبدء بنشاطات نووية توقفت عنها البلاد بموجب الاتفاق النووي، يمثلان الخطوة الإيرانية الأولى للرد على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وتقاعس الدول الأوروبية عن تنفيذ التزاماتها".

وفي أول تعليق إيراني رسمي على إعلان الإدارة الأميركية نيتها إرسال قاذفات وحاملة طائرات إلى الشرق الأوسط، في رسالة "واضحة لا لبس فيها" إلى طهران، قللت الأخيرة من أهمية الخطوة، واصفة إياها بأنها "مجرد خطوة استعراضية".

وجاء تعزيز القوات الأميركية في المنطقة بطلب من الجنرال كينيث ماكنزي جونيور، قائد المنطقة الوسطى، بعدما أكدت التقارير الاستخبارية وجود خطر على هذه القوات، بحسب المسؤولين، الذين لفتوا إلى أنه "حتى الأسبوع الماضي، لم تكن هناك إشارات واضحة حول وجود تهديدات جديدة". لكن ذلك تبدل بشكل دراماتيكي بعد ورود تقييم استخباري حديث مساء الجمعة الماضي، أظهر "وجود اتجاهات عدة لتهديدات" وأن القوات الأميركية قد تكون معرضة للخطر في العراق، وربما في مناطق أخرى كسورية والكويت.

وأوضحت الصحيفة، بحسب المسؤولين، أن التهديدات تشمل الوجود الأميركي في البر والبحر.  وقال المسؤولون الأميركيون إنهم "صعقوا" من مدى الدقة في الخطط الإيرانية، ومن حقيقة أن الأميركيين ذُكروا كأهداف محتملة.

وطلب ماكنزي تعزيز الوجود الأميركي لإرسال إشارة إلى طهران بأنها تتحمل المسؤولية، إذا ما قامت مباشرة أو عبر "وكلائها" في العراق أو في أي منطقة أخرى، بإلحاق أي أذى بالقوات الأميركية، بحسب المسؤولين.

وقال بعض المسؤولين إن أنظمة "باتريوت" المضادة للصواريخ قد ترسل إلى المنطقة، وإن الهدف هو إرسال "رسالة واضحة لإيران بأن عليها التفكير قبل القيام بأي عمل ضد القوات الأميركية في المنطقة".

وكان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان، قد أعلن أنه وافق على إرسال حاملة طائرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط بسبب "تهديد جاد من قوات النظام الإيراني".

وكتب شاناهان على "تويتر" أن هذا "يمثل إعادة تمركز للعتاد تتسم بالحذر رداً على مؤشرات على تهديد جاد من قوات النظام الإيراني". وأضاف: "ندعو النظام الإيراني إلى وقف جميع الاستفزازات. سنحمل النظام الإيراني مسؤولية أي هجوم على قوات أميركية أو مصالحنا".

وخلال السنوات الماضية، حافظت القوات الأميركية والمليشيات العراقية المدعومة من إيران على "هدنة" غير رسمية  بينهما، مركزين على العدو المشترك وهو تنظيم "داعش" الإرهابي، بعدما كانت إيران قد استهدفت في السابق عبر المليشيات العراقية القوات الأميركية العاملة في العراق منذ الغزو الأميركي لهذا البلد، ما أدى إلى مقتل المئات منهم بحسب أرقام نشرتها أخيراً إدارة دونالد ترامب. ويعتقد المسؤولون العسكريون في الولايات المتحدة، أن قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، كان يدعم هذه "الهدنة"، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".

وقال المسؤولون الأميركيون، للصحيفة، إن القلق الأميركي هو من أن تعمد إيران إلى الانسحاب من هذه "الهدنة"، وإطلاق يد المليشيات المدعومة منها في العراق.


وكان بولتون، المعروف بأنه من أشد الصقور في ما يتعلق بالسياسة الأميركية حيال إيران، قد طلب العام الماضي من البنتاغون، جمع لائحة أهداف إيرانية لضربها، وهو ما كشفت عنه "وول ستريت جورنال" في حينها.