وزير للاتحاد الأوروبي إلى أنقرة لمناقشة اتفاقية اللاجئين

23 اغسطس 2016
أنقرة هددت مراراً بالانسحاب من الاتفاقية (جوفين يلماز/Getty)
+ الخط -

يزور وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في الحكومة الألمانية، مايكل روت، العاصمة التركية أنقرة، الخميس المقبل، لمنافشة الخلافات بين الجانبين حول إلغاء تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، في إطار اتفاقية إعادة قبول اللاجئين الموقّعة بين أنقرة وبروكسل في مارس/آذار الماضي، وذلك كجزء من المساعي المشتركة التي يبذلها الجانبان للحفاظ على الاتفاقية، بعد أن هددت أنقرة، مراراً، بالانسحاب منها في حال لم يتمّ رفع تأشيرة الدخول عن الأتراك بحلول أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ونقلت صحيفة حرييت التركية المعارضة، عن مسؤول أوروبي، رفض الكشف عن اسمه، أن زيارة الوزير الألماني ستبدأ الخميس، وتستمرّ لمدّة ثلاثة أيام، مشيراً إلى أن الزيارة ستركّز على إلغاء تأشيرة الدخول، وعلى الاتفاق التركي الأوروبي، الذي يبدو مهدداً بشكل كبير.


وكان الوزير الألماني قد أكّد، خلال تصريحات أدلى بها لوكالة "رويترز"، يوم 16 آب/أغسطس الحالي، أن "تركيا تواجه طريقاً طويلاً وشاقاً للحصول على السفر بدون تأشيرة داخل الاتحاد الأوروبي، وأن الاحتمالات الحالية غير مبشّرة".

وقال روت: "إن تركيا تواجه طريقاً طويلاً وصعباً. يجب الوفاء بجميع المعايير، وهذا لا يبدو جيداً في الوقت الراهن"، مضيفاً: "ثمّة 72 معياراً، وطالما لم يتمّ الوفاء بها؛ لا يمكن أن يكون هناك إلغاء لتأشيرة دخول المواطنين الأتراك".

في غضون ذلك، يبدأ كل من رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، إلمار بروك، ومقررة تركيا في البرلمان الأوروبي، كاتي بيري، اليوم الثلاثاء، زيارة إلى العاصمة التركية أنقرة، التي تعد الأولى من نوعها لبرلمانيين أوروبيين بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي.

وكان مفوض الهجرة والشؤون الداخلية في المفوضية الأوروبية، ديميتري أفارمبولوس، قد أكّد، يوم أمس، أن لجنة أوروبية ستتوجه إلى أنقرة، خلال الأسبوع الحالي، للتباحث في شأن رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك الراغبين في دخول فضاء "الشينغن"، مشدداً على أن "تركيا دولة محورية بالنسبة للاتّحاد، كما أن الاتحاد مهم لتركيا".

وفي تصريحات أدلى بها إلى جريدة "دي فيلت" الألمانية؛ قال أفرامبولوس: "خلال هذا الأسبوع، سيتوجه خبراء من المفوضية الأوروبية ووحدة العلاقات الخارجية في الاتحاد إلى تركيا، للتباحث في الشؤون التقنية في ما يخص إلغاء تأشيرة الدخول"، مضيفاً: "نفعل ما بوسعنا لتنفيذ الاتفاق التركي الأوروبي، بما هو مخطط له".


وتابع المسؤول الأوروبي قائلاً: "نقدم دعماً كبيراً، بما في ذلك إرسال خبراء، لتحقيق الشروط الأوروبية لإلغاء تأشيرة الدخول، وتحقيق الإصلاحات اللازمة لذلك".

وشدد أفرامبولوس على ضرورة استجابة أنقرة لجميع الشروط المتعلقة برفع تأشيرة الدخول، مشيراً إلى أن المسؤولين الأوروبيين والأتراك على تواصل مستمر.

وعلى الجانب التركي، أكد سفير تركيا في الاتحاد الأوروبي، سليم يِنِل، لجريدة "ديفيلت" الألمانية، في 19 أغسطس/آب الحالي، سعيَ تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2023، أي مع المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، مشدداً على أن عدم التحول إلى عضو كامل الحقوق في الاتحاد الأوروبي "أمر غير مقبول لبلاده".

ووقع الجانبان، في مارس/آذار الماضي، اتّفاقاً سيقضي بإعادة قبول اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، ولكن تخلل تنفيذَ الاتفاق عددٌ من العقبات، يأتي على رأسها الإصرار الأوروبي على تضييق تعريف الإرهاب في القانون التركي، الأمر الذي ترفضه أنقرة، معلّلة ذلك بالحرب التي تخوضها على الإرهاب في عدة جبهات، مع كلّ من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وحزب العمال الكردستاني.

المساهمون