مليشيات قريبة من طهران تعتبر القوات الأميركية أهدافاً مشروعة... وواشنطن تحذر بغداد

04 فبراير 2019
عديد الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران زاد إلى الضعف(Getty)
+ الخط -


على نحو متصاعد تشهد محافظة الأنبار غربي العراق، التي تضم أضخم القواعد الأميركية في البلاد، أخيراً، تحشيداً واسعاً لفصائل عراقية مسلحة معروفة بارتباطها المباشر مع الحرس الثوري الإيراني مثل كتائب "حزب الله" العراقية، و"العصائب" و"لواء الطفوف"، و"النجباء"، و"البدلاء" و"الإمام علي" و"المختار"، وفصائل أخرى، وسط تسريبات عن تحذير أميركي لبغداد من مغبة حصول تلك الفصائل على أسلحة ثقيلة مثل المدافع والصواريخ التي يزيد مداها عن 20 كيلومترا، إضافة إلى التلويح بوقف تسليح الجيش العراقي في حال عدم ضمان منع تسرب الأسلحة الأميركية من الجيش وصنوف خاصة بوزارة الداخلية مثل جهاز مكافحة الإرهاب إلى تلك المليشيات.

وكان مركز الإعلام الأمني العراقي قد أعلن، مساء السبت، في بيان مقتضب من بغداد، عن ضبط 3 صواريخ، قال إنّها كانت تستهدف قاعدة عين الأسد العسكرية غرب الأنبار التي تتواجد بها القوات الأميركية.

ووفقاً للبيان، فإنّ قوات الفرقة السابعة بالجيش العراقي، تمكّنت من إبطال الهجوم الصاروخي قبيل 15 دقيقة من العملية حيث تم ربط الصواريخ بواسطة جهاز توقيت إلكتروني في قرية قرب القاعدة.

وحذّرت مليشيات كتائب "حزب الله"، "القوات الأميركية من أنها باتت أهدافاً مشروعة لها وأن فصائل المقاومة ستقطع يد من يحاول الاعتداء على إيران أو سورية من العراق"، وذلك بعد ساعات من تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأحد، حول وجود قوات بلاده في العراق وأنها لمراقبة إيران.

وقال المتحدث العسكري باسم الكتائب، جعفر الحسيني، في تصريح أوردته وسائل إعلام عراقية، إن "المهمة الجديدة للجيش الأميركي وفق ترامب باتت واضحة، وفصائل المقاومة العراقية تدرك منذ وقت طويل النوايا العدائية للولايات المتحدة".

وأضاف أن "الفصائل لن تنتظر طويلاً لحسم البرلمان مسألة خروج القوات الأميركية من العراق"، مشدداً على أن "القوات الأميركية هي أهداف مشروعة للمقاومة العراقية وقرار بقائها من عدمه يعود للشعب والفصائل".

وأشار كذلك إلى أن "القوات الأميركية لا تستطيع التحرك بحرية في العراق حتى في المناطق الحدودية، وفصائل المقاومة العراقية لديها كامل المبررات والخيارات والقدرة والإمكانات للمواجهة"، لافتاً إلى أن هناك "أغلبية من القوى السياسية العراقية تطالب بخروج القوات الأميركية من العراق وهناك قلة أو فئة تحاول مغازلة الأميركيين من أجل مصالحها السياسية الشخصية".

وهدد قائلاً إنه "إذا قررت واشنطن الاعتداء على سورية وإيران من الأراضي العراقية، فسنقطع يدها، ولا يمكن للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يفكر بالاعتداء على إيران من الأراضي العراقية".

ويميل موقف قيادة العمليات المشتركة في العراق إلى الاستعانة بالقوات الأميركية، بخلاف مواقف لنواب ومليشيات.

وفي وقت سابق، قال نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير يار الله، إنّ "قوات التحالف الدولي التي تقودها واشنطن في العراق، أدّت دوراً محورياً ومهماً خلال سنوات الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي"، معتبراً أنّ "دور الجانب الأميركي في الحرب مثّل أكثر من 80 بالمائة، فضلاً عن تقديم الإسناد الجوي والمدفعي". ولفت إلى أن القوات الأميركية تتواجد في تسعة معسكرات بالعراق من بينها قاعدة "عين الأسد" من أجل تقديم الإسناد القتالي والاستخباراتي للقوات العراقية.

إلى ذلك، عبر السياسي العراقي، أحمد الفهداوي، وهو مرشح سابق للانتخابات عن محافظة الأنبار، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن خشيته من تحول المحافظة إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، معتبراً أن "التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ترامب تشير بوضوح إلى أن الأنبار ستكون مصداً أميركياً بوجه التمدد الإيراني".

هذا ما أكده المحلل السياسي العراقي علي حسين الجبوري، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "وجود قاعدة أميركية كبيرة في محافظة تتمتع بموقع استراتيجي مثل الأنبار المحاذية لثلاث دول هي سورية والأردن والسعودية أمر مثير للريبة"، معتبراً أن "الهدف الأول والأهم من ذلك هو قطع النفوذ الإيراني إلى دول عربية أخرى".

ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية في بغداد والأنبار، فإنّ عديد الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران زاد إلى الضعف في الأنبار وحدها، وتتجمع حالياً في مناطق هيت والرطبة والقائم ومناجم الفوسفات والكيلو 160(غرباً)، إضافة إلى موقع قرب المدينة السياحية في الحبانية 30 غربي الفلوجة على بعد نحو 15 كيلومترا فقط من قاعدة "التقدم" ومطار الهضبة العسكري الذي يحوي على قوات من المارينز الأميركي.

وقدّر عقيد بالجيش العراقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، عديد الفصائل الموجودة بأنها أكثر من 15 ألف عنصر جميعهم ضمن "الحشد الشعبي"، لافتاً إلى أن هذا العدد هو الأعلى منذ معركة استعادة مدينة القائم نهاية عام 2017.

وبيّن العقيد العراقي أنّ "غالبية تلك الفصائل هي تلك المعروفة بقربها من إيران"، كاشفاً أنّ "التحقيقات التي أجرتها مديرية الاستخبارات العسكرية بالفرقة السابعة في الجيش العراقي خلصت إلى أن محاولة قصف قاعدة عين الأسد بالصواريخ نهار أول أمس السبت، لم تكن من قبل تنظيم داعش بل من جهة أخرى".

ويتداول مسؤولون عراقيون سياسيون في بغداد بينهم أعضاء في البرلمان، معلومات حول تحذير أميركي للحكومة العراقية من مغبة حصول تلك الفصائل على أسلحة ثقيلة، إضافة إلى التلويح بوقف تسليح الجيش العراقي في حال عدم ضمان منع تسرب الأسلحة الأميركية من الجيش إلى تلك المليشيات.

وفي الشأن، قال عضو في البرلمان العراقي لـ"العربي الجديد"، إنّ "واشنطن تشاهد تغولاً وتوسعاً للمليشيات رغم انتهاء القتال مع داعش لكنها مع ذلك تنشئ معسكرات وقواعد وتحصل على أسلحة ومعدات بينها ثقيلة بشكل باتت تنافس به الجيش العراقي"، مبيناً أنّ "القيادي في أحد تلك الفصائل يملك سلطة أعلى من جنرال بالجيش برتبة عميد أو لواء وهذا خطر للغاية على أمن العراق كما أنه قد يعيد البلاد لمربع لبداية خاصة وأن الفصائل المسلحة تلك ذات خلفيات طائفية"، وفقاً لقوله.