تقديرات إسرائيلية: اغتيال سليماني ضربة للتموضع الإيراني في سورية

03 يناير 2020
أصدر نتنياهو تعليمات بعدم التعليق على العملية((ميناهيم كاهانا/فرانس برس)
+ الخط -
التزمت إسرائيل الرسمية الصمت حيال اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وأصدر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تعليمات مشددة لوزراء الحكومة وأعضاء الكابينت السياسي والأمني بعدم إطلاق تصريحات أياً كانت عن عملية اغتيال سليماني، بعد أن كان نتنياهو قد صرح، أمس الخميس، قبيل العملية، بأن إسرائيل تدعم العمليات الأميركية في العراق وأنها تؤيد حق الولايات المتحدة بما سمّاه "الدفاع عن نفسها".

وفيما كان رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي قد انتقد، بحسب "يديعوت أحرونوت"، الأربعاء، السياسة الأميركية في العراق وضعف الرد الأميركي على النشاطات الإيرانية، أقرّ مسؤولون سابقون في جيش الاحتلال ومنظومته الأمنية، وفي مقدمتهم الجنرال عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، والجنرال احتياط يعقوف عامي درور، بأن سليماني كان على قائمة المستهدفين منذ فترة طويلة وأن اغتياله لن يمرّ من دون ردّ إيراني، لكن هذا لا يعني أن يكون الردّ فورياً.
مع ذلك، اتفق الاثنان على أن اغتيال سليماني سيؤدي إلى عرقلة العمليات الإيرانية في سورية والعراق، فيما ذهب محلّلون، بينهم روعي شارون في الإذاعة العبرية، ورون بن يشاي في موقع "يديعوت أحرونوت"، إلى القول إن اغتيال سليماني يشكل ضربة لجهود إيران للتموضع في سورية.
واعتبر روعي شارون أن العملية هي بشرى سارة لإسرائيل، لكن ينبغي عدم إبراز الاحتفاء بالعملية، وهو ما كان قد لفت إليه أيضاً الجنرال يعقوف عامي درور في حديث مع الإذاعة صباح اليوم.

في المقابل، ومنذ ساعات الصباح، أعلن جيش الاحتلال إغلاق جبل الشيخ تحسباً لردّ إيراني، فيما دعا محللون وجنرالات سابقون إلى وجوب رفع حال التأهب واليقظة تحسباً من الردّ الإيراني، ومن أن يطاول إسرائيل.
وحسب روعي شارون، فإن "تصفية سليماني هي بشرى سارة لإسرائيل، لكن أنصح كبار المسؤولين في إسرائيل بإبقاء الاحتفاء في سرّهم، لأن إسرائيل تشكل بطبيعة الحال هدفاً متوفراً وسهلاً لتوجيه التهديدات إليها، والحساب الطويل لإيران مع إسرائيل، حتى من دون عملية الليلة، ليس بحاجة لشرعية إضافية لمن يواصلون طريق سليماني لتوجيه سلاحهم ضدنا، وفي غياب قيادة منظمة لـ(فيلق القدس) قد تتحول كلّ حادثة صغيرة، وبسبب حسابات خاطئة إلى مواجهة واسعة".
وعلى الرغم من التقديرات بأن الاغتيال هو ضربة للتموضع الإيراني في سورية، إلا أن محللين أشاروا إلى أن اغتيال سليماني لن يؤدي إلى تغيير الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، وفق ما ذهب إليه مثلاً رون بن يشاي. وبحسب الأخير، فإنه على الرغم من الخطابات والبلاغة القتالية، إلا أن الإيرانيين سيمتنعون على ما يبدو عن القيام بعمليات قد تؤدي إلى نشوب حرب مع الأميركيين أو مع إسرائيل.
ويرى بن يشاي أنهم سينتظرون الفرصة المناسبة للردّ والانتقام، وقد يكون ذلك من خلال إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل عبر مليشيات موالية لهم في سورية، وربما من قطاع غزة.
المساهمون