وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الجيش التركي استقدم تعزيزات عسكرية جديدة، اليوم الاثنين، إلى نقاطه في محافظة إدلب، مشيرة إلى أن رتلاً مؤلفاً من قرابة 25 آلية ومدرعة ومصفحة وصل إلى إدلب، آتياً من معبر كفرلوسين الحدودي في ريف إدلب الشمالي.
وأنشأت تركيا في شمال غربي سورية أكثر من خمسين نقطة عسكرية لها، أكبرها في معسكر المسطومة جنوب مدينة إدلب، حيث عززتها مراراً بمجموعات من القوات الخاصة.
وينتشر الجيش التركي في محيط الطريق الدولي "ام 4" انطلاقاً من ناحية سراقب شرق إدلب، ووصولاً إلى ناحية جسر الشغور غرب إدلب. ومنذ بداية العام عزز الجيش التركي تلك المواقع بمئات الآليات والجنود.
وارتفعت وتيرة التعزيزات التركية في إدلب بعد إعلان وقف إطلاق النار في المنطقة يوم الخامس من مارس/ آذار الماضي، عقب قمة روسية تركية في موسكو، ونص الاتفاق أيضاً على تسيير دوريات مشتركة بين الطرفين على الطريق الدولية.
وتأتي التعزيزات الجديدة عقب اشتباكات وهجمات متبادلة وقعت في ريف حماة المجاور لريف إدلب بين فصائل مسلحة معارضة، وقوات النظام السوري، أدت إلى خسائر بشرية في صفوفهما.
إلى ذلك، جددت قوات النظام السوري اليوم قصفها بالمدفعية والصواريخ على مناطق في قرى القاهرة والعنكاوي والحلوبة بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. وتقع تلك القرى ضمن المنطقة المشمولة باتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا.
وكان القصف على ريف حماة الشمالي الغربي من قوات النظام السوري قد أدى مساء أمس إلى مقتل امرأتين وإصابة مدنيين.
من جانب آخر، تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن وقوع جرحى من "هيئة تحرير الشام" إثر هجوم من مجهولين على حاجز لها على طريق قرية اليعقوبية بناحية جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.
وشككت المصادر في الهجوم، مرجحة أنه قد يكون مصطنعاً من قبل قياديين في الهيئة، خاصة بعد اتهام الأخيرة بالوقوف وراء اختفاء شخص من بلدة اليعقوبية من الطائفة المسيحية.
وبحسب المصادر، اختطف مجهولون في السابع من الشهر الجاري، الميكانيكي سمير مستريح من أمام منزله في اليعقوبية، فيما نفت "هيئة تحرير الشام" وقوفها وراء اختطافه، بعد اتهامها وتحميلها المسؤولية، لكونها القوة المسيطرة على المنطقة.
وتشهد المناطق الخاضعة لـ"هيئة تحرير الشام" عمليات خطف يقف وراءها مجهولون، وتشهد أيضاً عمليات اعتقال وخطف تقوم بها جهات أمنية تابعة للهيئة.
دورية تركية روسية في ريف الحسكة
من جانب آخر، سيّر الجيشان الروسي والتركي، اليوم الاثنين، دورية مشتركة في ريف الحسكة شمالي سورية، تزامناً مع تسيير الجيش الروسي عدة دوريات له في مدينة القامشلي بريف الحسكة أيضاً.
وذكرت مصادر مقربة من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، لـ"العربي الجديد"، أن الجيش الروسي سيّر دورية مشتركة مع الجيش التركي في ريف الحسكة، في إطار التفاهمات بين الطرفين في ما يتعلق بمناطق سيطرة "قسد".
وأوضحت المصادر أن الدورية المشتركة سارت في العديد من القرى والبلدات بناحيتي الدرباسية وزركان في ريف الحسكة الشمالي الغربي بعد انطلاقها من قرية شيركه.
وتألفت الدورية من ثماني مدرعات، أربع لكل طرف، بالإضافة إلى طائرتي هليكوبتر تابعتين للقوات الروسية، مع الإشارة إلى أن القوات التركية عادت إلى قواعدها في تركيا من طريق معبر الدرباسية. وتزامن ذلك مع تحركات عسكرية روسية مكثفة في مدينة القامشلي، حيث سيرت عدة دوريات برفقة مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وذكرت المصادر لـ"العربي الجديد" أن الدوريات الروسية سارت في معظم شوارع مدينة القامشلي التي يتقاسم السيطرة عليها النظام السوري مع مليشيا "قسد".
إلى ذلك، قال نائب الرئاسة المشتركة لـ"الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية" التابعة لـ"قسد" بدران جيا كرد إن حكومة النظام السوري أعلنت أنها غير جاهزة للحوار معهم، واتهم روسيا باستغلال الحوار بينهم وبين النظام لمصلحة تركيا.
وقال في حوار مع فضائية "روناهي" الكردية، إن حكومة النظام السوري "تنظر إلى الشعب الكردي وباقي المكونات الأخرى مثلما كانت تنظر إليهم قبل عام 2011"، مضيفاً: "هناك قوى أخرى مثل تركيا وإيران تمارسان الضغط على الحكومة السورية لمنع الحوار مع الإدارة الذاتية ".