مستشار أردوغان: دماء خاشقجي على يدي محمد بن سلمان

24 أكتوبر 2018
مستشار أردوغان: دماء خاشقجي على يدي بن سلمان(جيم واتسون/Getty)
+ الخط -
قال مستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إنّ يدي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "عليهما دماء" الصحافي المعارض جمال خاشقجي، فيما يعدّ التصريح الأكثر صراحة حتى الآن لشخصية مرتبطة بالرئيس التركي عن الأمير السعودي في هذه الواقعة.

وكتب النور جيفيك، وهو أحد مستشاري أردوغان، في صحيفة "يني بيرليك"، "إنّها وصمة تصل إلى ولي العهد (محمد بن) سلمان. خمسة على الأقل من فريق الإعدام أذرع (محمد بن) سلمان اليمنى، وهم أناس لم يكونوا ليتصرفوا دون علمه".

وأضاف، وفق ما أفادت "رويترز"، "حتى إذا أنقذ الرئيس الأميركي ترامب (محمد بن) سلمان، فإنّه في أعين العالم شخص موضع شبهات، دماء خاشقجي على يديه". وجيفيك واحد من مستشاري أردوغان الكُثر وهو ليس مستشاراً بارزاً.

ولم يتضح على الفور إذا ما كانت آراؤه التي كتبها في الصحيفة تعكس آراء أردوغان الذي أكد في خطابين ألقاهما، أمس واليوم، على ضرورة ألا يفلت المسؤولون عن قتل خاشقجي من العدالة، "بدءاً ممن أمروا به وانتهاء بمن نفذوه".

واختفى خاشقجي (59 عاماً) عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول بتركيا، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، للحصول على وثائق لزواجه المرتقب.

وبعد 18 يوماً على اختفائه، أقرّت الرياض، يوم السبت الماضي، بمقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، إثر "شجار" مع مسؤولين سعوديين، وقالت إنّها أوقفت 18 شخصاً سعودياً، وأقالت خمسة مسؤولين كبار بالحكومة على خلفية الواقعة، ومن بينهم سعود القحطاني، وهو مساعد كبير لولي العهد.

غير أنّ الرياض لم توضح مكان جثمان خاشقجي، ونفت علم بن سلمان بما حصل.


سيارة تجولت في غابة "بلغراد"

إلى ذلك أفادت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية بأن التحقيقات في قضية اغتيال خاشقجي تُظهر قيام سيارة تحمل لوحة دبلوماسية، تابعة للقنصلية السعودية، بإجراء جولة استكشافية في غابة بلغراد قرب إسطنبول قبل الجريمة.

وبرز اسم غابة بلغراد في القضية بوصفها أحد الأماكن المحتملة لإخفاء جثّة خاشقجي، أو أجزاء منها، والتي لا تزال السلطات التركية تبحث عنها حتى اليوم، وربّما تكون الحلقة الأخيرة المفقودة في سلسلة التحقيقات المتواصلة منذ 3 أسابيع.

غابة بلغراد (تويتر)


ولا تزال السلطات السعودية ترفض، حتى اليوم، التعاون في الكشف عن مكان الجثة، التي تشير المعلومات الأولية إلى أنها قطّعت إلى أجزاء على يد طبيب تشريح مختص، هو صلاح الطبيقي، الذي كان ضمن الـ15 سعودياً الذين زاروا إسطنبول في يوم الجريمة، وغادروها خلال ساعات قليلة.
وزعمت الرياض، على لسان مسؤول كبير تحدّث تحت ظرف السريّة لوكالة "رويترز"، بأن الجثّة سلُّمت إلى "متعاون محلي" في تركيا، وأن منفذي الجريمة ومدبّريها لا يعرفون مكانها. غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب في خطابه بالأمس من السلطات السعودية كشف هوية المتعاون المزعوم.

وكان المحققون الأتراك قد عثروا على متعلقات شخصية لخاشقجي، الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في حقيبتين داخل سيارة تابعة للقنصلية السعودية في مرآب للسيارات بإسطنبول.

وأفادت قناة "تي آر تي" التركية بأن فريقًا خاصًا ضمن تحقيقات مقتل خاشقجي فحص مواد مدّتها 2000 ساعة من 137 كاميرا مراقبة في 62 نقطة. في المقابل، تذرّعت السلطات السعودية، في الأيام الأولى من اختفاء خاشقجي، بأن الكاميرات داخل مبنى القنصلية "تعمل ولكنها لم تكن تسجّل" لحظة وقوع الجريمة.