الصدر بضيافة خامنئي لـ"حلّ نهائي وتفادي تفكّك التحالف"

03 مايو 2016
قبل انسحاب الصدريين من المنطقة الخضراء (حيدر هادي/الأناضول)
+ الخط -
تتزامن مغادرة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، العراق في زيارة غير معلنة إلى طهران، بعد يومين، مع إعلانه اعتكاف العمل السياسي، واقتحام أنصاره المنطقة الخضراء مع بدء عدد من القيادات السياسية العراقية مساعيها لتحريك الجمود الحاصل بالمحادثات بين الكتل لحلّ الأزمة السياسية عقب عملية الاقتحام، السبت الماضي.

ووفقاً لمصادر عراقية خاصة مقربة من التيار الصدري، فإن الصدر غادر البلاد، أمس الإثنين، تلبية لدعوة من مكتب المرشد الأعلى، علي خامنئي، للحضور إلى طهران بهدف التوصل إلى حل نهائي للأزمة العراقية خوفاً من تفكك التحالف الوطني الحاكم بالبلاد. وأبلغ قيادي رفيع المستوى في التيار الصدري "العربي الجديد" أن "الزيارة قد تستمر أياماً عدة، ولم يصطحب الصدر معه أحداً من أفراد عائلته على عكس كل زيارة إجازة يقوم بها إلى طهران أو العاصمة اللبنانية بيروت".
 
وبيّن القيادي أن "الزيارة بكل تأكيد ستكون لبحث الأزمة الحالية والتصعيد من كتل أخرى ومحاولاتها إدخال مليشيات الحشد الشعبي بالأزمة، وتحريك قسم منها إلى بغداد"، لافتاً إلى أنّ الإيرانيين والأميركيين يريدون انتهاء الأزمة الحالية بأي شكل، وهو ما يرفضه الصدر ويعتبره استمراراً لمسلسل تخدير الشارع في إجراء إصلاحات حقيقية". وتوقّع هذا القيادي أن تكون هناك "أطراف عراقية هي من طالبت إيران باستدعاء مقتدى الصدر".

في غضون ذلك، تقول مصادر عسكرية عراقية، إن قيادة عمليات بغداد بدأت بترميم أسوار المنطقة الخضراء، ووضع خطة جديدة لمنع اقتحامها مستقبلاً، بعد تهديد مبطّن للصدر بالعودة في حال لم تنفذ الإصلاحات. ووفقاً لهذه المصادر، فإن أسلاكاً شائكة موصولة بتيار كهربائي يتم تشغيله عند الحاجة ستكون بمحيط المنطقة الخضراء من جميع اتجاهاتها، مؤكدة أن ذلك يأتي بعد أوامر من رئيس الوزراء، حيدر العبادي، للجيش بالتصرف لمنع تكرار سيناريو اقتحام المنطقة الخضراء. كما أمر العبادي بنقل عدد من قيادات الجيش المكلّف حماية المنطقة الخضراء من بينهم العقيد الركن، حسن الموسوي، الذي نقل إلى أحد قواطع القتال مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على حدّ قوله. ويشير إلى أن "تسريبات وجود تواطؤ من قيادات الجيش في عملية الاقتحام صحيحة".



داخلياً، بدأ رئيسا البرلمان سليم الجبوري والحكومة عمليات تواصل مباشر مع عدد من قادة الكتل السياسية بهدف بحث إعادة المباحثات حول شكل الحكومة الجديدة، إلّا أن كلاً من الكتلة الكردية و"الفضيلة" إضافة الى كتلة الصدر ونائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، لم تتفاعل مع هذا الحراك، وطالبت التريث قليلاً قبل البحث بشأن عقد جلسة برلمانية جديدة.

ووفقاً لمصادر من بغداد، فإن كتلة "التحالف الكردستاني" الكردية تطالب باعتذار عن ضرب عدد من نوابها من قبل أنصار الصدر عند اقتحام البرلمان، يوم السبت. كما طالبت كتلة الفضيلة الأمر ذاته بعد ضرب رئيس الكتلة عمار الطعمة، وتمزيق ثيابه من المقتحمين. فيما قاطعت كتلة الصدر "دولة القانون" المباحثات التي أجريت في اجتماع عقد، أمس الإثنين، بحضور الجبوري، والعبادي، ورئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم، وقائد مليشيا بدر، القيادي بالتحالف الوطني هادي العامري. ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن جولة "محاولات جديدة ستجري، صباح اليوم الثلاثاء، بهدف إقناع الكتل الحضور مرة أخرى إلى البرلمان وإكمال النصاب بعد انتهاء أعمال الصيانة في قبّته التي بدت شبه مدمّرة بسبب اقتحام يوم السبت".

في سياق متصل، كشف النائب، فائق الشيخ علي، تفاصيل تتعلق باجتماع الرئاسات الثلاث وكبار القادة السياسيين، عقد مساء السبت، في وقت كان أنصار الصدر موجودين داخل مجلس النواب بعد اقتحامه، للتباحث بما يجري من أحداث. وقال الشيخ علي الذي عرف بمناهضته التكتلات الطائفية: "أفادني من حضر اجتماع الرئاسات بأنه لم يحضر فيه أحد من الكرد، فقد مثلوا برئيس الجمهورية، وحضر من السنة رئيس البرلمان سليم الجبوري ومحمد الكربولي، ومن الشيعة رئيس الوزراء حيدر العبادي وإبراهيم الجعفري وهادي العامري وحسين الشهرستاني وعمار الحكيم".