وأشار أردوغان، في المؤتمر الصحافي الذي أعقب اجتماعهما في إسطنبول، إلى أنّ تركيا "عازمة على عدم ترك إخوتنا الليبيين وحدهم في هذه الأيام العصيبة"، موضحاً أنّ "دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا التزام بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2259 وليس خياراً".
وشدد الرئيس التركي: "لن ندع السراج وحيداً على الجبهات، وسنواصل دعم الحكومة الشرعية"، مشيراً إلى أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر "غير معترف به دولياً، وقد هرب من طاولة الحوار في موسكو، ولم يوقع بعد على نص اتفاق برلين".
وأضاف: "ثمة فرق بين الموافقة على بيان مؤتمر برلين المؤلف من 55 مادة، والتوقيع عليه، وحفتر لم يوقع".
وتحدث الرئيس التركي عن الدعم العسكري الذي تقدمه بلاده للحكومة الليبية الشرعية، مؤكدا أن "الجنود الأتراك يقدمون الدعم في مجال الأنشطة التدريبية".
وأوضح أن هذا الدعم "حق متولد عن ماضي تركيا في ليبيا والدعوة التي وجهتها الحكومة الليبية لنا"، لافتاً إلى دعم جهات دولية لقوات حفتر.
وقال في هذا الإطار: "الإمارات ومصر تدعمان حفتر بالسلاح إلى جانب دعم قوات فاغنر (الروسية)".
وفي ما يخص سورية، أبرز أنه شرح لميركل "ما نقوم به لتخفيف المعاناة الإنسانية للاجئين من إدلب"، مطالباً إياها بـ"مواصلة الضغط للمطالبة بوقف هجمات النظام السوري على المدنيين".
وأكد أن البلدين تحملا الجزء الأكبر من أعباء الهجرة إلى أوروبا، قائلا: "تركيا وألمانيا تحملتا الجزء الأكبر من أعباء الهجرة في أوروبا".
وشدد الرئيس التركي على أن تقديم الاتحاد الأوروبي والبلدان الأوروبية مساعدات أكثر وبشكل أسرع للسوريين يعد مسؤولية إنسانية في المقام الأول.
وأوضح أن 4 ملايين شخص في إدلب، شمال غربي سورية، يتعرضون لهجمات شديده في الأسابيع الأخيرة من قبل النظام، مبينًا أن النظام يقصف من دون انقطاع كافة البنى التحتية، بما فيها المدارس والمستشفيات.
وأكد أن تركيا تبذل ما بوسعها من أجل تخفيف المأساة الإنسانية التي يعاني منها السكان في إدلب، لافتًا إلى أنه بحث مع ميركل ما قامت به تركيا بهذا الصدد، وخاصة ما تقوم به فيما يخص الإيواء.
وقال: "من خلال بناء مآوي طوب، نريد إنقاذ سكان إدلب من الخيم في موسم الشتاء هذا، وينبغي على الجميع الضغط على النظام من أجل إنهاء الوحشية ضد أشقائنا في إدلب".
وبشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، أكد: "نتفق مع ألمانيا على مواصلة علاقاتنا المتجذرة، ونرى أنها تصب في مصلحة البلدين والمنطقة"، كما أشار إلى "التصميم على تعزيز تعاوننا مع ألمانيا في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والسياحة".
وبيّن أن الغموض العالمي والإقليمي أظهر مرة أخرى قيمة التعاون بين البلدين، مشدداً على أن أنقرة مصممة على تعزيز التعاون مع ألمانيا.
ولفت إلى أن البلدين لديهما إمكانات كبيرة بشأن مواضيع مثل الطاقة المتجددة والرقمنة والذكاء الصناعي، مشيرا إلى أنه نقل للمستشارة الألمانية تطلعات تركيا من الاتحاد الأوروبي في المرحلة المقبلة.
وأعرب عن اعتقاده أن تولي ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في يوليو/ تموز المقبل، يشكل فرصة هامة من ناحية تطوير العلاقات بين تركيا والاتحاد.
وفيما يخص التطورات في العراق وإيران، أشار أردوغان إلى تصاعد التوتر في البلدين في الفترة الأخيرة، مؤكدًا ضرورة العمل من أجل الحيلولة دون انجرار العراق، الذي يسعى للنهوض مجددًا بعد القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، إلى الفوضى والاضطرابات من جديد.
وبين أن تركيا وألمانيا توليان أولوية لإيجاد حل للمشاكل عبر الحوار، وتدعوان كافة الأطراف إلى التعقل والحكمة.
بدورها، قالت ميركل إنها ستعمل على مساعدة اللاجئين من إدلب لـ"مواجهة الظروف المناخية الصعبة"، مضيفة أنها "بحثت مع أردوغان التطورات السياسية في سورية، لا سيما ملف اللجنة الدستورية".
وشددت المستشارة الألمانية على أنها أبدت خلال اللقاء مع أردوغان "استعدادنا للمساهمة المادية من أجل تحسين الوضع الإنساني للفارين من إدلب السورية".
وأعلنت ميركل عن إمكانية تقديم الاتحاد الأوروبي دعما جديدا لتركيا للمساهمة في إيواء ومساعدة اللاجئين، وقالت: "بخصوص اللاجئين، أعتقد أن الاتحاد الأوروبي سيقدم (لتركيا) دعمًا جديدًا خارج حزمة الـ6 مليارات يورو (المتفق عليها سابقًا)".
وأضافت: "أبدينا خلال اللقاء مع الرئيس أردوغان استعدادنا للمساهمة المادية من أجل تحسين الوضع الإنساني للفارين من إدلب السورية".
وأكدت على إمكانية دعم بناء مآوٍ (مؤقتة وسريعة التجهيز) للمدنيين الفارين من إدلب باتجاه تركيا.
وفي الشأن الليبي، أكدت على أنه "يجب بذل جهود من أجل جعل وقف إطلاق النار الهش في ليبيا راسخًا"، وأنه "ستتم المصادقة على المواد التي اعتمدناها في مؤتمر برلين حول ليبيا في مجلس الأمن الدولي"، مشيرة إلى أنّه "يجب على خليفة حفتر بذل جهود أكبر للتوصل إلى وقف دائم في ليبيا".
وتعتبر الزيارة من حيث الشكل مهمة للبلدين، في ظل كثرة الملفات العالقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وأزمات المنطقة وأفريقيا.