وأصدرت الرئاسة المصرية بيانا في ختام لقاء السيسي بالشيخ الصباح، قالت فيه إنهما تناولا تطورات الوساطة الكويتية لإنهاء الأزمة الخليجية.
وأضاف البيان أن الوزير الكويتي استعرض الجهود التي تقوم بها بلاده للحفاظ على تماسك ووحدة الدول العربية في هذا التوقيت، "الذي تشهد فيه المنطقة تحديات جساماً"، معرباً عن "تقديره للشواغل المصرية في هذا الصدد".
وأشار إلى أن السيسي أعرب عن تقديره لـ"المساعي الحميدة" التي تقوم بها الكويت، بقيادة أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والتي تؤكد حرصها على "تعزيز التضامن والتوافق العربي".
وأوضح الرئيس المصري أن "ثوابت سياسة مصر الخارجية تقوم على عدة مبادئ منها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، والسعي للحفاظ على الأمن القومي العربي، وفي المقابل فإنها لا تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها".
وأكد "أهمية الوقوف بحسم أمام السياسات التي تدعم الإرهاب والتصدي لمحاولات زعزعة استقرار الدول العربية والعبث بمقدرات شعوبها".
ومن جهته، أكد وزير الخارجية الكويتي "حرص بلاده على أمن واستقرار مصر، باعتبارها دعامة رئيسية للاستقرار في المنطقة العربية"، مشيراً إلى "مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين خلال الفترة القادمة".
وذكر البيان أن الوزير الكويتي أعرب عن "حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع مصر على مختلف المستويات، وعن تطلع بلاده لاستضافة اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، لبحث سبل تطوير التعاون في مختلف المجالات".
وتأتي الزيارة، بحسب وزارة الخارجية المصرية، لبحث الأزمة الخليجية، في إطار المساعي التي تقوم بها الكويت للوساطة بين دول الحصار الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في مواجهة قطر.
وضم الوفد المرافق لصباح الخالد، سفير الكويت لدى مصر، محمد الذويخ، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي، عزيز الديحاني، ومندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد البكر، وعدداً من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق اليوم، إن "دولة الكويت تسعى لمنع مزيد من التدهور في العلاقات، في ظل دخول الصحافة العالمية على خط الأزمة، لكشف المزيد من نقاط الخلاف بين الجانبين".
شكري يؤكد تمسك مصر بالمطالب
إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسـم الوزارة، أحمد أبو زيد، إن شكري، عبّر، من جهته، في مستهل لقاء جمعه بالمسؤول الكويتي، عن "تقدير مصـر للمساعي الحميدة لأمير دولة الكويت، وللدور الذي يقوم به وزير الخارجية الكويتي لتسوية الأزمة مع قطر".
وأوضح أبو زيد أن شكري أكد لنظيره الكويتي "تمسك مصر بقائمة المطالب المقدَّمة لدولة قطر، واستمرار العمل بحزمة التدابير والإجراءات المتخذة ضدها، متهما الدوحة بعدم اكتراثها بالشواغل الحقيقية التي عبّرت عنها الدول الأربع، وتطلعات شعوب المنطقة في التصدي بحزم لخطر الإرهاب والتطرف".
وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن "الشيخ صباح الصباح أكد خلال اللقاء أن الجهود التي تبذلها بلاده تأتي في إطار رغبتها في حلحلة الأوضاع والتوصل إلى حل شامل للأزمة، وهو ما ثمّنه شكري"، موضحا أن "حل الأزمة يتأتّى عبر تلبية قطر للمطالب التي قُدِّمت لها"، بحسب البيان.
يأتي هذا في الوقت الذي أوضحت مصادر دبلوماسية مصرية أن "هناك مرونة بدت مؤخرا في الموقف الرسمي لدول التحالف الرباعي"، مضيفة: "إلا أن الجميع في انتظار حل يحفظ ماء وجه الجميع، خاصة أن الازمة كانت في بدايتها حملت تصعيدا كبيرا للغاية".
وضربت المصادر مثالاً على ذلك بـ"التراجع الذي عبّرت عنه دولة الإمارات بشأن إمكانية قبولها بعدم إغلاق شبكة "الجزيرة" شريطة تغيير سياستها"، متابعة: "من الطبيعي أن تصعد المطالب إلى أقصى درجة ممكنة حتى تصل إلى ما تريده في أي مفاوضات تريد الدخول فيها".