يستعدّ اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر لفتح محور قتال جديد، فيما تمكنت قوات الجيش، بقيادة حكومة الوفاق، من صدّ محاولة تقدّم بمحور الزطارنة، جنوب شرق طرابلس.
وقال برلماني رفيع مقرب من حفتر لـ"العربي الجديد"، إن "أرتالاً من قوات حفتر بدأت بالوصول إلى مراكز عسكرية في غرب طرابلس، استعداداً لفتح محاور"، لافتاً إلى أن معلوماته تتوقف تفاصيلها عند حدّ استعداد حفتر لإصدار أوامره بفتح محور قتال باتجاه مدينة الزاوية، التي تقع غرب طرابلس بنحو 35 كيلومتراً.
وفيما أعلنت قيادة حفتر عن وصول أرتال جديدة لمقاتليها من الجنوب الليبي إلى مكان قريب من طرابلس لم تحدّده، تعيش مناطق غرب طرابلس تحركات تعكس توتراً أمنياً، فقد أكدت المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوفاق أن دورياتها انتشرت في مناطق العسة ورقدالين وزلطن والجميل لتأمينها، وهي مناطق تقع غرب طرابلس.
وفي السياق نفسه، أعلن ملتقى حكماء وأعيان وشيوخ المنطقة الغربية، الساحل والجبل، رفضهم لنقل الحرب إلى أي مدينة مهما كانت الأسباب.
وشدد أعضاء الملتقى، في بيان لهم مساء أمس الأحد، على أن ما تمرّ به المنطقة الغربية هي "محاولات لإشعال الفتنة، ونقل الحرب إلى مدنها، وإدخالها في منزلق خطير وفتنة لا نهاية لها".
ميدانياً، أعلن مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب"، التابع للجيش الليبي بقيادة الحكومة، أن وحدات الجيش تمكنت من صدّ تقدم في محور الزطارنة، جنوب شرق طرابلس، كما تمكنت في الوقت ذاته من "السيطرة على نقاط استراتيجية متقدمة بمحور الطويشة وتأمينها بالكامل".
وكان المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حفتر، أحمد المسماري، قد أكد، خلال مؤتمر صحافي ليل السبت الماضي، رفض قيادة حفتر مطالب وقف إطلاق النار، معتبراً أن مؤتمر برلين الدولي بشأن ليبيا "مضيعة للوقت".
وفي تصريح آخر لتلفزيون محلي، قال المسماري إن "ما سينتجه مؤتمر برلين سيبقى في برلين، والكلمة الأخيرة ستكون للبندقية على الأرض"، متابعاً أن قيادة حفتر "لم تقدم 7000 قتيل لكي توقع اتفاقية مع غسان سلامة لوقف القتال مع مجرمين وإرهابيين".
اقــرأ أيضاً
وعن أهداف حفتر من فتح محاور قتال جديدة في غرب طرابلس، يرى الخبير العسكري الليبي، محيي الدين زكري، أنها خطوة ترمي لأهداف عدة، منها "مواقع الغاز، سيما مليتا، الموقع الهام بالنسبة لإيطاليا، وشركة (ايني) للغاز، بغية الضغط على موقفها الداعم سياسياً للحكومة"، والثاني "إجبار مقاتلي منطقة الزاوية، الذين يشكلون ثقلاً في قوات الجيش، لسحب قواتهم من جنوب طرابلس، بهدف إضعاف الدفاعات في جنوب العاصمة وتسهيل اختراقها".
وعن أهمية الزاوية، يقول زكري متحدثاً لـ"العربي الجديد"، إن "المدينة تُعتبر المنفذ الرئيس الغربي للعاصمة، كما أنها تتوفر على مصفاة نفط أساسية، تُعتبر المصدر الأهم للوقود بالنسبة للعاصمة"، مؤكداً أنها أهداف سياسية استراتيجية وليست عسكرية.
أمّا أستاذ العلوم السياسية في الجامعات الليبية، خليفة الحداد، فيرى أن خطوة حفتر بفتح جبهات قتال جديدة تعني إعلان وفاة قمة برلين وليس فشلها فقط، مؤكداً في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "حفتر أراد القول إنه أقفل باب الحوار والحل السياسي".
وتابع أن "المسماري أعلنها صراحة، إذ وصف برلين بأنها مضيعة للوقت واستهزأ بمساعي غسان سلامة وأكد أن الحلّ عسكري"، لافتاً إلى أن حفتر، عندما ضرب برلين بعرض الحائط، يقف أمام أمرين: الأول، إمّا أنه اختار الانحياز كلياً لأوامر خفية جاءته من حلفائه، وعلى رأسهم روسيا التي تورطت معه ولم يعد بإمكانه ولا بإمكانها فكّ العلاقة بعد ثبوت وجود فاغنر، والثاني أن كواليس الإعداد لقمة برلين اصطدمت بتزايد الخلافات بدلاً من الاتفاق على حلّ".
واعتبر الحداد أنّ الخلاف الأقرب في كواليس مشاورات برلين يتمثّل في الخلاف حول شكل وقف إطلاق النار، وهل يتم وقفه وبقاء القوتين في تموضعاتهما الحالية، أم ينسحب حفتر، وهو ما يرفضه حلفاءه بكل تأكيد، ولذا كان الردّ من جنس شكل الخلاف بتصعيد القتال بإجراءات مثل الحظر الجوي وفتح جبهات جديدة.
ويتوقع الحداد أن يكون لتصعيد حفتر ردّ فعل، بظهور حلفاء إلى جانب الحكومة وقواتها، ولا سيما أن دولاً على رأسها الولايات المتحدة أبدت انزعاجها بشكل واضح من التدخل العسكري الروسي المتزايد إلى جانب حفتر.
وفيما أعلنت قيادة حفتر عن وصول أرتال جديدة لمقاتليها من الجنوب الليبي إلى مكان قريب من طرابلس لم تحدّده، تعيش مناطق غرب طرابلس تحركات تعكس توتراً أمنياً، فقد أكدت المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوفاق أن دورياتها انتشرت في مناطق العسة ورقدالين وزلطن والجميل لتأمينها، وهي مناطق تقع غرب طرابلس.
وفي السياق نفسه، أعلن ملتقى حكماء وأعيان وشيوخ المنطقة الغربية، الساحل والجبل، رفضهم لنقل الحرب إلى أي مدينة مهما كانت الأسباب.
وشدد أعضاء الملتقى، في بيان لهم مساء أمس الأحد، على أن ما تمرّ به المنطقة الغربية هي "محاولات لإشعال الفتنة، ونقل الحرب إلى مدنها، وإدخالها في منزلق خطير وفتنة لا نهاية لها".
ميدانياً، أعلن مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب"، التابع للجيش الليبي بقيادة الحكومة، أن وحدات الجيش تمكنت من صدّ تقدم في محور الزطارنة، جنوب شرق طرابلس، كما تمكنت في الوقت ذاته من "السيطرة على نقاط استراتيجية متقدمة بمحور الطويشة وتأمينها بالكامل".
وكان المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حفتر، أحمد المسماري، قد أكد، خلال مؤتمر صحافي ليل السبت الماضي، رفض قيادة حفتر مطالب وقف إطلاق النار، معتبراً أن مؤتمر برلين الدولي بشأن ليبيا "مضيعة للوقت".
وفي تصريح آخر لتلفزيون محلي، قال المسماري إن "ما سينتجه مؤتمر برلين سيبقى في برلين، والكلمة الأخيرة ستكون للبندقية على الأرض"، متابعاً أن قيادة حفتر "لم تقدم 7000 قتيل لكي توقع اتفاقية مع غسان سلامة لوقف القتال مع مجرمين وإرهابيين".
وعن أهمية الزاوية، يقول زكري متحدثاً لـ"العربي الجديد"، إن "المدينة تُعتبر المنفذ الرئيس الغربي للعاصمة، كما أنها تتوفر على مصفاة نفط أساسية، تُعتبر المصدر الأهم للوقود بالنسبة للعاصمة"، مؤكداً أنها أهداف سياسية استراتيجية وليست عسكرية.
أمّا أستاذ العلوم السياسية في الجامعات الليبية، خليفة الحداد، فيرى أن خطوة حفتر بفتح جبهات قتال جديدة تعني إعلان وفاة قمة برلين وليس فشلها فقط، مؤكداً في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "حفتر أراد القول إنه أقفل باب الحوار والحل السياسي".
وتابع أن "المسماري أعلنها صراحة، إذ وصف برلين بأنها مضيعة للوقت واستهزأ بمساعي غسان سلامة وأكد أن الحلّ عسكري"، لافتاً إلى أن حفتر، عندما ضرب برلين بعرض الحائط، يقف أمام أمرين: الأول، إمّا أنه اختار الانحياز كلياً لأوامر خفية جاءته من حلفائه، وعلى رأسهم روسيا التي تورطت معه ولم يعد بإمكانه ولا بإمكانها فكّ العلاقة بعد ثبوت وجود فاغنر، والثاني أن كواليس الإعداد لقمة برلين اصطدمت بتزايد الخلافات بدلاً من الاتفاق على حلّ".
واعتبر الحداد أنّ الخلاف الأقرب في كواليس مشاورات برلين يتمثّل في الخلاف حول شكل وقف إطلاق النار، وهل يتم وقفه وبقاء القوتين في تموضعاتهما الحالية، أم ينسحب حفتر، وهو ما يرفضه حلفاءه بكل تأكيد، ولذا كان الردّ من جنس شكل الخلاف بتصعيد القتال بإجراءات مثل الحظر الجوي وفتح جبهات جديدة.
ويتوقع الحداد أن يكون لتصعيد حفتر ردّ فعل، بظهور حلفاء إلى جانب الحكومة وقواتها، ولا سيما أن دولاً على رأسها الولايات المتحدة أبدت انزعاجها بشكل واضح من التدخل العسكري الروسي المتزايد إلى جانب حفتر.