المرشحون الخمسة علي بن فليس، وعبد المجيد تبون، وعبد القادر بن قرينة، وعز الدين ميهوبي، وعبد العزيز بلعيد، حاولوا كسر حاجز الخوف من الشارع، لكنهم أخفقوا في ذلك، بعدما جرت معظم تجمعاتهم الانتخابية وأنشطتهم تحت مراقبة وتأمين من قبل قوات الشرطة، بسبب حالة الرفض الشعبي.
واستقطبت حملة الاعتقالات التي تقوم بها السلطات الجزائرية في صفوف الناشطين الأنظار أكثر من الحملات الانتخابية، تزامناً مع وقفات احتجاجية داخل وخارج القاعات التي تحتضن تجمعات المرشحين للانتخابات في عدد من الولايات، واحتكاك لفظي بين المرشحين وأنصارهم ورافضي إجراء الانتخابات.
واعتقلت قوات الأمن في مدينة خنشلة شرقي البلاد مجموعة من الشباب كانوا يحتجون على زيارة تبون، ويهتفون ضده ويصفونه بأنّه جزء من عصابة نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة. وداخل قاعة كان تبون ينظم تجمعه فيها، قاطع نشطاء خطابه أكثر من مرة، ما أحدث فوضى عارمة تطلبت تدخل قوات الأمن التي اقتادت الموقوفين إلى مراكزها، بعدما فصلت بين تجمعين متقابلين لرافضي الانتخابات ومؤيديها.
ولم ينجُ تبون من ملاحقة رافضي الانتخابات في مدينة باتنة التي انتقل إليها بعد خنشلة، حيث اعترض ناشطون تجمعه الانتخابي وهتفوا ضده وضد الانتخابات، ما استدعى تدخل قوات الأمن مجدداً التي اعتقلت عدداً من الناشطين.
إزاء ذلك، وجد تبون نفسه مضطراً إلى إلغاء تجمّع كان مقرراً أن ينظمه، أمس الجمعة، في بجاية ثاني أكبر مدن القبائل (غالبية السكان من الأمازيغ)، تخوفاً من رفض شعبي ووقوع احتكاك بين رافضي الانتخابات وأنصاره.
كذلك اعتقلت قوات الأمن أكثر من 30 ناشطاً بولاية تيارت غربي البلاد، خلال اعتراضهم لمسيرة مساندة للانتخابات، واعتقلت السلطات خمسة ناشطين بولاية سكيكدة شرقي الجزائر، اعترضوا مسيرة تدعم الانتخابات والجيش، فيما عاود ناشطون تنظيم مسيرة رافضة للانتخابات، بعد انتهاء المسيرة المؤيدة لها.
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت أيضاً شباباً وناشطين في مدينة آفلوا وسط الجزائر، بعد تجمعهم ومحاصرتهم لفندق كان يحتضن ندوة صحافية للمرشح الإسلامي بن قرينة، ما دفعه إلى الانسحاب من المكان، بعد تزايد عدد المحتجين. واعتُقل أمس 20 ناشطاً رافضاً للانتخابات في مدينة بسكرة جنوبي البلاد.
ويجابه المرشحون الخمسة للانتخابات الرئاسية، موجة رفض شعبي، ويجدون صعوبة كبيرة في تنظيم تجمعاتهم الشعبية التي يتسلل إليها الرافضون، ويهتفون ضد الانتخابات أو الرد الآني على خطاباتهم، مثلما حدث مع المرشحين بن فليس وبن قرينة في أكثر من تجمع.
وتزامناً مع ذلك انتظمت في مدن خنشلة وسكيكدة شرقي الجزائر، وتيارت غربها، مسيرات دعت إليها جمعيات وأحزاب سياسية موالية للسلطة، دعماً للانتخابات الرئاسية والجيش ورفض التدخل الأجنبي.
وشارك في أغلبها معطوبو وقدماء الجيش ومناضلو الجمعيات والأحزاب الموالية، رفعت خلالها صور قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح، وشعارات تؤيد إجراء الانتخابات كحل للأزمة السياسية.