العمل التطوعي نهج في الغرب

14 يونيو 2018
+ الخط -


يشكو بعض الشباب العربي، أصحاب الأفكار المبتكرة في أوروبا، المنخرطون في أعمال تطوعية اعتبرتها أنظمة قمعية "خطرا" عليها، من نظرة سلبية للبعض العربي، سواء بالكتابة أو بالنهي عنها مع أوروبيين.

فإذا كان غياث مطر، ابن داريا، قضى تحت التعذيب لأن نظام بلده رأى فيه خطرا مستقبليا بسبب الأعمال التطوعية، فإن أنظمة وقوانين أوروبا تتيح، وتشجع، الانطلاق بما تمنحه من دعم وتسهيلات. هذه المجتمعات تقدر الأعمال التطوعية، مهما كانت بسيطة، لأنها مدماك أساس في المشاركة والمواطنة، وسبيل حقيقي للتعرف على أنظمة وقوانين المجتمعات ولغتها. أي أنها، في الحي أوالمدينة، خطوة أولى، بحسب تقاليد المجتمعات المحلية، نحو نهج ديمقراطية المواطنة كأهم حق للمواطنين، للمساهمة في بناء مجتمعهم المحلي والوطني.
ثمة مبادرات كثيرة لافتة، وبعضها يمنح المشارك مصروف جيب، يمكن أن تعبد الطريق نحو سوق العمل، بل وحتى المشاركة الديمقراطية. والعمل الطوعي، في أي مجال يبدع فيه الشباب، وغير الشباب، يمكنه أن يكون "خارج صندوق الجماعة" التي ينحدر منها. فهناك في مجتمعات الشمال الأوروبي شخصيات بارزة بدأت حياتها بالتطوع والإبداع بالمبادرة. ويكفي هؤلاء الشباب والشابات الذين تُحترم خطواتهم، مهما بدت بسيطة، وكبيرة بتراكماتها ونتائجها المؤثرة، أن يتوقف البعض قليلا عن اعتبار العمل التطوعي مجرد "استغلال".

فمن لديه قدرة تقديم يد عون للمبادرين أفضل له ولهم أن يترك هؤلاء عرضة لتيئيسهم من طريق اختاروه.
المساهمون