ميغيل دي ثيربانتس.. عودة إلى سنوات الجزائر

19 أكتوبر 2016
(دي ثيربانتس)
+ الخط -

كيف أثّر أسْرُ ميغيل دي ثيربانتس (1547 - 1616) في الجزائر في تجربته الأدبية ورؤيته إلى العالم؟ كان هذا السؤال محور ملتقىً دولي نُظّم في الجزائر، مؤخّراً، وخُصّص لمناقشة تأثيرات المرحلة الجزائرية في حياة الكاتب الإسباني.

حمل الملتقى عنوان "ميغيل دي ثيربانتس"، ونُظّم في "المكتبة الوطنية" في الجزائر العاصمة بمشاركة باحثين في الأدب والتاريخ، أضاءوا على مدار يومين على الظروف التاريخية والسياسية والدينية في حوض المتوسّط خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، انطلاقاً من تجربة الأسر التي تعرّض إليها صاحب "دون كيخوته دي لا مانشا".

ومن المعروف أن ثربانتس تعرّض إلى الأسر مع أخيه رودريغو سنة 1575، وحيث قضى خمس سنوات أسيراً في الجزائر العاصمة خلال فترة الحكم العثماني، قام خلالها بأربع محاولات للفرار، انتهت به آخرها مع رفاقه إلى مغارة تحمل اليوم اسمه، وتقع في أعالي "حيّ بلوزداد" في الجزائر العاصمة، قرب "المكتبة الوطنية".

في مداخلاتهم، أجمع معظم المتدخّلين على أن تجربة الأسر تلك شكّلت إحدى روافد إلهام الكاتب الإسباني، وخصوصاً عمله الأبرز "دون كيخوته"، والذي نُشر في السنوات الأخيرة من حياته، وتحديداً سنة 1605.

الباحث الإسباني، ميليو سولا كاستانو، تطرّق في محاضرته إلى بعد المعاصرة في كتابات ثربانتس، معتبراً أنها تشكّل، إضافةً إلى بعدها الأدبي الهام، وثيقةً تاريخية تُمكّن من قراءة الوضع السياسي في منطقة البحر الأبيض المتوسّط، وخصوصاً إسبانيا.

أمّا الباحث الإسباني المختصّ في أدب القرون الوسطى، خوسيه مانويل لوثيا، فأشار إلى أن متابعة وتحليل مختلف الكتابات التي تناولت حياة ثيربانتس، والتي أُلّفت بين القرنين 18 و19 الميلاديين تكشف وجود الكثير من مناطق الظلّ في تعرّضها إلى سيرته الذاتية، رابطاً ذلك بتأثيرات نجاح روايته، حيثُ غطّى ذلك على جوانب أخرى، وفق تعبيره.

من جهتها، اعتبرت الباحثة لشيلية إيزابيل سولر أن "السنوات الجزائرية" في حياة ثربانتس غيّرت رؤيته للعالم وعلاقاته الإنسانية.

يُذكر أن الملتقى أُقيم ضمن فعاليات تظاهرة "سنة ثيربانتس في الجزائر"، التي تُنظَّم بالتعاون بين الجزائر وإسبانيا لمناسبة الذكرى الأربعمئة لرحيل الكاتب الإسباني. ويُنتظر في هذا السياق تنظيم معرضين حول المناسبة وإصدار ترجمة جديدة لرواية "دون كيخوته" في وقت لاحق من هذا العام.

وكان وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، أعلن خلال افتتاح الملتقى عن تحويل "مغارة ثيربانتس" إلى فضاء ثقافي يضمّ متحفاً خاصّاً بأعمال الكاتب.


دلالات
المساهمون