متحف "برادو" يعود بمعرض "لم شمل"

08 يونيو 2020
(موظفة متحف أمام لوحة "الوصيفات" لفيلاثكيث)
+ الخط -

بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق؛ يعيد "متحف ديل برادو" في مدريد، فتح أبوابه للزائرين، مشترطاً للدخول توزّعهم على مجموعات قليلة تدخل على دفعات، وبذلك لم يفتح المتحف أبوابه فقط، بل افتتح اللحظة التي انتظرها كثيرون في إسبانيا وأوروبا بالعموم، والتي توحي بأن الحياة اقتربت من العودة إلى طبيعتها.

بهذه الخطوة، يسبق "ديل برادو" متحف "اللوفر" الذي أعلن عن معاودة العمل الشهر المقبل وسمح بفتح حديقته حالياً، كذلك افتتح متحفان آخران في مدريد وهما "الملكة صوفيا" و"تيسين بورنيميزا".

"لم شمل" Reunited، هو عنوان المعرض الذي يرجع من خلاله "برادو" إلى حياته، ويستقبل به الجماهير بكماماتهم وقفازاتهم، وقد افتتح أول أمس ويتواصل حتى 13 أيلول/ سبتمبر المقبل، ويتيح رؤية أعمال أيقونية لمجموعة من الفنانين الأسبان والإيطاليين والهولنديين من عصور مختلفة.

يضمّ "لم شمل" لوحات لـ الإيطالي فرا أنجليكو (1395-1455)، والهولندي روجير فان در فايدن، (1399 أو 1400 – 1464)، والفلامنكي بيتروس باولوس روبنس (1577- 1640)، وفرانثيسكو دي غويا (1746- 1828)، ودييغو فيلاثكيث (1599- 1660).

هذه الأعمال تعرض جنباً إلى جنب لأول مرة، وفقاً لبيان المتحف، وتضمّ ما يعدّ علامات في تاريخ الفن مثل "البشارة" لأنجليكو، وهي جدارية من عصر النهضة المبكر أنجزها بمناسبة إعادة بناء دير سان ماركو في فلورنسا، والتي تعرض بمحاذاة "النزول من الصليب" لدر فايدن، وهو تصوير للحظة إنزال جسد المسيح من على الصليب، ولكن ما يميّز هذا العمل هو الالتفات إلى آلام مريم العذراء فيه وجعل ألمها محوراً أساسياً في اللوحة.

كذلك، تُعرض لأول مرة لوحتا روبنس وغويا "زحل"، اللتان تجسّدان زحل وهو يلتهم ابنه وقد أثّرت لوحة روبنس (1636)على غويا واستلهمها لدى إنجاز لوحته عام 1823 أي بعد مئتي عام من الأولى تقريباً.

تعرض أيضاً لوحة "لاس ميناس" (الوصيفات) لفيلاثكيث، التي رسمت عام 1656، وتظهر غرفة في قصر الملك فيليب الرابع، حيث تبدو ابنته الصغيرة مارغريتا تيريزا برفقة وصيفاتها في حضور قزمين وحارس وكلب. اعتبرت هذه اللوحة من أهمّ اللوحات في تاريخ الفن وأطلق عليها الرسام الإنكليزي توماس لورنس لقب "فلسفة الفن".

إلى جانب "الوصيفات"، تعرض لوحة أخرى لفيلاثكيث، والمعروفة بـ "الغزالات" أو أسطورة أراكني، كذلك تتاح رؤية لوحة بورتريه ذاتي للفنان مع كلبه.

يُذكر أنه خلال الفترة الحالية، سيتمّ تحديد عدد الزيارات اليومية بثلث السعة العادية للمتحف، ورغم قلّة الأعمال المعروضة إلا أن "برادو" يضعها في في أكبر قاعاته من أجل تلبية مقتضيات التباعد الاجتماعي.

المساهمون