مروة أرسانيوس: بيروت ما بعد الحرب

18 يونيو 2017
بيروت، صورة لـ أرسانيوس
+ الخط -

تعود الفنانة اللبنانية مروة أرسانيوس إلى حادثتين أساسيتين في تاريخ لبنان ما بعد الحرب، وربما تكون بهذا من القلة التي تشتغل فنياً على لبنان ما بعد الحرب، وليس خلالها كما هي معظم انشغالات الفنانين اللبنانيين المعاصرين.

معرض أرسانيوس يحمل عنوان "السقوط ليس انهياراً، السقوط ليس امتداداً"، حيث يفتتح عند السادسة من مساء 28 من الشهر الجاري، في "مركز بيروت للفن" ويتواصل حتى 29 أيلول/ سبتمبر المقبل.

يقوم المعرض على عمل فيديو وتركيب مع سلسة من الرسومات، وقد بنته الفنانة على بحث حول بيروت ما بعد المشروع النيوليبرالي الذي تلا سنوات الحرب، وترافق مع عملية إعادة الإعمار. أما الحدث الثاني الذي يتناوله العرض فهو أزمة النفايات التي بدأت عام 2014.

الفكرة الأساسية للمعرض هي التحوّلات التي تهدّد المدينة على المدى الطويل والتي تحدث مع توسّع الراسمالية وهيمنتها وتأثير ذلك على واقع لبنان البيئي والاجتماعي- السياسي.

تقول أرسانيوس في حديث إلى "العربي الجديد"، إنها اشتغلت على هذا التجهيز العام الماضي، وقد عُرض في أيلول/ سبتمبر الماضي في لوس أنجلوس، ويقدّم لأول مرة في بيروت.مروة ارسانيوس

ويتكوّن وفقاً للفنانة من "فيلم ورسومات ومنحوتات أو مودلز طوبوغرافية، وموضوعه الأساسي هو العقارات وأزمة النفايات وتوسع الأراضي على حساب الشاطئ والبحر، بمعنى آخر أن الاستراتيجيات المعتمدة من التسعينيات إلى اليوم من قبل الدولة وبالتعاون مع شركات خاصة هي خصخصة الشاطئ من خلال وضع النفايات والمكبات في المنطقتين الشرقية والجنوبية لبيروت على الشاطئ مباشرة (مكب الكرنتينا ومكب الكوستا برافا)، قبلهما كان هناك مكب "النورماندي" في التسعينيات".

تضيف أرسانيوس "يجري استعمال النفايات كمادة ضمن مجموعة من مواد أخرى مثل ردم بيوت مهدومة، فقد ألقي ردم وسط البلد في بيروت بالكامل في مكب النورماندي واستعمل لخلق أرض جديدة توسّعت على البحر وهي أرض مبنية من مواد الردم والنفايات، وهذه أرض اليوم ذات قيمة عالية جداً".

وفي سؤال حول الكيفية التي حوّلت بها أرسانيوس هذه العلاقة إلى عمل فني، تقول "الفيلم يربط بين كل هذه المواد (الزبالة، الردم، الباطون)، وبين التوسع والقيمة والمدينة كمادة. يبدأ من مكبّ الكرنتينا ثم ينتقل إلى بناية حديثة، ويعود إلى أرشيف مقابلة أجريتها في التسعينيات في وسط البلد والكوستا برافا".

ترى الفنانة أن ثمة أيديولجيتين، "الأولى هي التعامل مع المادة لخلق قيمة جديدة، وهذه هي أيديولوجيا المشروع النيوليبرالي في التسعينيات وما بعد الحرب، والثانية هي الحرب كجزء من الاقتصاد حيث التدمير يفتح مساحات وأراضٍ جديدة لإعمار وخلق قيم جديدة".

"كيف يمكن للفرد أن يفكر من خلال المادة، أو حتى أن يتبع تفكير المادة ومنطقها، لتصبح هذه نوعاً من الرفيق والحليف لكسر الطبقية بين الإنسان والمادة" تضيف الفنانة لـ "العربي الجديد".

تعتبر مروة أرسانيوس أن هذا المشروع ينسجم مع مسارها الفني من حيث انهماكها بعلاقة الأيديولوجيا السياسية بالمادة، وكيف يجري تطبيقها من ناحية اللغة أحياناً أو العمارة أو شكل المدينة أو العقارات، مثلما هو الحال في مشروعها الحالي.

المساهمون