تلقي المخرجة الألمانية مونيكا ماورير محاضرة حول فيلمها "تصوير الثورة"، في "دار النمر" في بيروت عند السابعة من مساء الخميس، 11 من الشهر الجاري، كما يجري عرض جزء بسيط منه.
المشروع لم يكتمل بعد، وفي السنوات الأخيرة انهمكت المخرجة بجمع المواد المسجلة لإنجازه، حيث تعمل على جمع أرشيف من الأفلام والمواد التي قامت بتصويرها في المخيمات الفلسطينية وتقابل شخصيات من منظمة التحرير ومن الناشطات في الاتحاد النسائي من بينهن جهان الحلو وبيان الحوت، بمعنى أننا أمام فيلم يروي حكايات من العمل الثوري بدءاً من 1977 وحتى 1982، وهي الفترة التي عملت فيها ماورير مع "وحدة أفلام فلسطين" في منظمة التحرير.
تنطلق صاحبة "الحرب الخامسة" في مشروعها من فكرة الاختفاء؛ إذ أن هناك الكثير من المواقع والأماكن من تلك السنوات لم تعد موجودة، كما رحل كثير من الناس الذين كانوا شهوداً على الأحداث في تلك السنوات والتي تخشى ماورير أن يطويها النسيان وتختفي حقائقها وصورها من المستقبل.
في "تصوير ثورة" توثيق لمختلف جوانب الثورة الفلسطينية، فالمخرجة تعمل على الإنتاج الإعلامي والسينمائي لها، والجانب العسكري، والاجتماعي، والتعليم، والثقافة والثقافة الشعبية، وفناني الثورة ورموزها.
في إحدى اللقاءات السابقة معها تقول ماورير إنها قرّرت في السبعينيات العمل مع مؤسسة السينما الفلسطينية، لأنها كانت مقتنعة أن "البنية الاجتماعية الضخمة التي بنتها الثورة الفلسطينية على الأرض، من مستشفيات وفرص عمل ومراكز تدريب ومدارس، كانت مذهلة"، ومن زياراتها الكثيرة للمخيّمات وخصوصاً النساء فيها، جمعت مواداً بصرية وتسجيلات تكتسب اليوم أهمية إضافية في أرشفة التاريخ الفلسطيني.
من جهة أخرى، فإن المخرجة التي قدّمت ستة أفلام وثائقية عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، ترى أن جيل الشباب اليوم يملك نظرة سلبية إلى تاريخ تلك السنوات، لهذا لا بد من إيصال شهادة حية من ذلك الزمن الصعب، لكي تكون الأحكام مبنية على معرفة وثائقية وليس سرديات شفهية فقط.
هذه ليست المرة الأولى التي تضيف فيها المخرجة خطوة باتجاه حفظ الأرشيف الفلسطيني، ففي عام 2013، قامت هي والمخرجة الفلسطينية إميلي جاسر بجمع المادة البصرية لفيلم "تل الزعتر" والتي كانت منسية في مستودع المؤسسة الإيطالية AAMOD، منذ أن أحضرها المخرج أبو علي مصطفى وظلت هناك.