لم يكن هناك شهود

22 يونيو 2016
(الشاعر)
+ الخط -

وصف لمفقود
قمحيُّ اللونِ، بعاداتِ فلاح
في جبينه ندوبٌ
طوله لا يقلُّ عن خمسة أقدام
يتحدّث كما لو أنه لم يعرف الحزنَ أبداً.

يتلعثمُ
إن سألتَ عن عمره، سيخبرك؛
بضعة آلاف من السنوات، أعطه أكثر أو أقل..
يبدو مجنوناً، ولكنه ليس كذلك
سقط من أماكن عالية أكثر من مرة
وجمع شظاياه كلّها ونهض، وهكذا
يبدو ملتصقاً بعضها ببعض
مثل خريطة الهند.


أمراء

لم تنتهِ اللعبة بعد
سألعبُ، ولكن ليس معهم
الزمن الذي يجري وراء الفراشات
مأخوذاً باللون
ذهب يلعب بتلك الطريقة مثل طفل
وراء هذه الشمس بدرجة لونها الذهبية
إلى حيث توجد مسافات أخرى، وغابات أخرى وأجمات،
إلى حيث ينامُ في نافورة حكايات سحرية
أمراء لا يحصى عددهم في حجر.


دكّان يبيع سلاماً

هو يبيع سلاماً في الحيّ
دكانه
ومكبرات صوته
بجوار بيتي تماماً
أدفعُ له مائة روبية شهرياً
كي لا يُطلق مكبّر الصوت
قبل بزوغ الشمس بساعتين

هو يعرف أنني واحد من أولئك السيّئي الحظ
الذين لا يستطيعون العيش
من دون سلام!

يعرف
أنه في القادم من الأيام
سيكون السلام أندر من
من الماء النظيف والهواء النقي

يعرف
أن عصر الثورات انتهى
ومن أجل أن يملأ معدته
يجب أن يبيع
سلاماً
أنا شاكرٌ له
ففي بلد مثل الهند
حيث تصعد الأسعار بسرعة صاروخية
مائة روبية شهرياً
لساعتين من السلام
ليست ثمناً باهظاً.


يوم غريب

تجوّلتُ طيلة النهار
ولم يحدث شيء
التقيتُ بأناسٍ كثيرين طيلة النهار
ولم يذلّني أحد
قلتُ الحقيقة طيلة النهار
ولم يشعر أحدٌ بالأذى
وثقتُ بالناس كلّهم طيلة النهار
ولم يخدعني أحد.
المعجزة
هي أنني حين عدتُ إلى البيت
لم يكن العائدُ واحداً آخر
بل أنا
نفسي
من عاد إلى البيت
سليماً تماماً لم يمسني شيء.


كالعادة

هذه المرة
كالعادة أيضاً
وصلت الشرطة إلى المكان
بعد الحادثة بزمن طويل
لتسجّل
ما قاله شهود العيان، ولكن
باستثناء كومةِ رمادٍ
وأجسادٍ متفحّمة
لم يكن هناك شهود.
الشبانُ وكبار السن
الذين أقاموا محرقة الجثث
بمثل هذه الهستيريا
وأشعلوا النار
هم القتلة الذين أطعموا اللهب
ضحايا مغلوبة على أمرها ورقصوا..
أين حدث هذا؟ في هذا البلد
لماذا يحدث في أي بلد؟
في بيلزن - بيافرا - بلشي - فيتنام
بنغلادش.

* Kunwar Narain شاعر هندي من مواليد عام 1927، يعد من أبرز الشعراء الأحياء الذين يكتبون بلغة الهند الرسمية. سافر كثيراً وظل يمارس الكتابة طيلة العقود الست الماضية، وهو ممّن جمعوا بين الإحساس بالحداثة والانغراس في مخيّلة بلدهم وتاريخه الثقافي.

** ترجمة محمد الأسعد



المساهمون