غرفة تخصّ لوركا وحده

03 يونيو 2018
لوركا
+ الخط -

"غرفة تخصّ المرء وحده" عنوان المعرض الذي ينظّمه "مركز فردريكو غارسيا لوركا" في مدريد حالياً ويتواصل حتى 24 من حزيران/ يونيو الجاري، بالتعاون مع "متحف الملكة صوفيا الوطني للفنون".

يضمّ المعرض مقتنيات الشاعر الإسباني (1898-1936) في سنوات دراسته الجامعية في القانون والفلسفة وما احتوته غرفته في مقر "سكن الطلاب" بين عامي 1919 و1936، من مخطوطات، وصور فوتوغرافية، ورسومات، ومقتنيات شخصية، وأوراق مطبوعة وغيرها".

عن عنوان المعرض، يقول القيّم أندرياس سوريا أولميدو إن "عبارة الروائية البريطانية فرجينيا وولف "لكي تكتب المرأة رواية فلا بد لها أن تمتلك النقود وغرفة تخصّها وحدها"، تنطبق مثل الكف على المعصم على تجربة لوركا أثناء وجوده في سكن الطلاب".

ينقسم المعرض إلى أربعة أقسام، في البداية ثمة تقديم عام لبيت الطلاب والإقامة فيه تلك السنوات، إلى جانب منشورات تعليمية تعود لذلك الوقت، حيث تأسّس هذا البيت عام 1910، في قلب مدريد وسرعان ما أصبح مركزاً للحياة الثقافية الإسبانية، ضم ألمع المفكرين الشباب والكتاب والفنانين من بينهم سلفادور دالي ولويس بونويل، إلى جانب الضيوف الذين زاروه من ماري كوري، وألبرت آينشتاين، وخوان رامون جيمينيز، ورافاييل ألبيرتي، وقد أُغلق السكن خلال الحرب الأهلية الإسبانية.

في هذا المكان نشأت صداقة بين دالي ولوركا، وكذلك توطدت علاقته مع خيمينيز، وأصبح قريباً من الكاتب المسرحي إدواردو ماركوينا وغريغوريو مارتينيز سييرا، وكان هذا الأخير مدير مسرح "مدريد إسلافا"، الذي شجّعه على كتابة وإنتاج مسرحيته الأولى "لعنة الفراشة".

ينبني القسم الثاني من المعرض على التسلسل الزمني لحياة لوركا ما بين 1919 و1925، ومراسلاته خلالها، مع دالي وألبريتي وغوستافو دروان، ومخطوطات لقصائده ومخطوط لما كتبه عن غرناطة، أي أن القسم الثاني يتناول بشكل عميق طبيعة علاقته مع الشباب الفنانين في زمانه وأجواء الثقافة في تلك الفترة.

القسم الثالث يتناول السنوات 1926 و1928، والتي تزامنت مع ظهور مجلة "ريزدنسيا" التابعة للسكن، عام 1926، وتمثّل انعكاساً لكل ما تعلّمه لوركا في السنوات التي قبلها من ألعاب شعرية ومسرحية وما حمله من أفكار سياسية، وتُعرض لوحة زيتية للوركا رسمها دالي في تلك الفترة، ويختتم هذا القسم بأغنية كتبها لوركا وقرأها في "سكن الطلاب" برفقة البيانو بتاريخ 13 كانون الأول/ ديسمبر 1928.

أما القسم الأخير، فمقتنياته تعود إلى الفترة ما بين 1929 و1936، ومعظم محتوياته تخص مسرح لوركا، وكل ما يتعلّق بذاكرته الفردية والطلابية حتى لحظة رحيله.

يذكر أن بيت الطلاب اليوم هو أحد أبرز المراكز الثقافية في مدريد، وينظم بشكل دوري الحفلات الموسيقية والمؤتمرات والندوات الثقافية والمعارض التشكيلية، ويصنفه الاتحاد الأوروبي كأحد الأماكن التي تشهد على التراث الأوروبي والتي لعبت دوراً أساسياً في تاريخ الثقافة في أوروبا.

المساهمون