شطحات يوسف زيدان

18 ديسمبر 2015
نضال الخيري / الأردن
+ الخط -

ليس جديداً أن يُتحفنا يوسف زيدان بـ "تصوّراته" التاريخية العجيبة التي يُطلّ بها، كلّ فترة، على شاشات التلفزيون أو في إحدى الندوات. آخرها نفيه أن يكون المسجد الأقصى هو مسرى النبي مُحمّد، مُستنداً إلى الرواية العبرية حول المنطقة.

ليست المعضلة في نفي فكرة أن يكون الأقصى هو مسرى النبي؛ فطالما تُخاض جدالات تاريخية حول حقيقة الأماكن وما يخصّها من أحداث.

المسألة تكمن في استنادات زيدان، والرسائل التي يسعى إلى إيصالها في هذا التوقيت. في ما يتعلّق بما يرجع إليه حين يقدّم مقولاته هذه، فهو، كعادته، يرتكز إلى بعض الأرقام والنصوص والألاعيب اللغوية، من دون تأطير منهجيّ يتطلّبه البحث التاريخي.

يبدو زيدان وكأنه يطرح أفكاره بما يرسّخ خطاب السلطة العسكرية التي تحكم مصر الآن، ويبرّر عداءها المقاومة الفلسطينية وتصنيفها على أنها حركة إرهابية.

في المقابلة نفسها، التي تحدّث فيها زيدان عن المسجد الأقصى، قال أيضاً: "لليهود حقّ في فلسطين، كما للفلسطينيين حق فيها؛ لأنهم أقدم"، مُنكراً أن يكون الجيش الإسرائيلي قد شارك في مذبحة صبرا وشاتيلا، وإنما هو استخدم "الكتائب" كأداة فقط، وكانت هذه الفكرة أيضاً قد قال بها في ندوة قبل عام.

يبدو أن زيدان انتهى من مرحلة المثقّف الذي لا يجد ضيراً في تبريره مواقف السلطة؛ وكل ما نخشاه أنه وصل إلى مستوياتٍ "متقدّمة" تقترب من مُجاملة الاحتلال.


اقرأ أيضاً: يوسف زيدان للأردنيين: "حِراك إيه؟"

المساهمون