حسن إراندوست.. صوفيّة بالأبيض والأسود

12 مارس 2020
من أعمال حسن إرانداوست/ إيران
+ الخط -

يعود الفنان الإيراني حسين إراندوست في معرضه المقام حالياً "لذكراك" في "غاليري المشرق" في عمّان، والمتواصل حتى 26 من الشهر الجاري، إلى عوالم الشعر والرقص الصوفي، مازجاً حالة من البساطة في الخطوط والواقعية في التصوير، إلى جانب استخدام الحروفيات العربية.

يستكشف إراندوست (1978) العديد من الأساليب والمواد التي جمع فيها تأثيرات مختلفة من خلفيات ثقافية وتقنية متعدّدة، حيث يظهر تأثّره بالفنون الصينية التقليدية بألوانها وخطوطها القليلة، كما أنه يستلهم أشعار الرومي والعطار في لوحاته التي تصوّر حالة من حالات الدرويش أثناء أدائه الرقص الصوفي بالرداء المميز والطربوش الطويل، وهو موضوع لطالما تناوله فنانون من مختلف الثقافات.

يميل الفنان إلى استخدام اللونين الأسود والأبيض فقط، وهو في ذلك يقتبس من الثقافة الزرادشتية الإيرانية القديمة حالة من التفاعل بين الأسود والأبيض، الخير والشر والضوء والظلام لعبت دوراً مركزياً واستخدمت مجازياً في الشعر لأكثر من ألف سنة.

استخدم الفنان، بحسب تقديم المعرض، الحدّ الأدنى من الألوان مع التعبيرات الحيّة والحركات الانسيابية من الدراويش الدوّارة تعطينا لمحة عن اثنين من الثقافات القديمة التي جاءت إلى استنتاجات فلسفية مماثلة، على أساس الزهد والبساطة الخالية من المادية.

يعبّر إراندوست عن النقاء والبراءة من اللون الأبيض في الغالب مع كميات أقل من الألوان السوداء أو غيرها من الألوان الداكنة، حيث يظهر أيضاً تأثير الفلسفة الصينية القديمة المتمثّلة في مفهوم "يين ويانغ".

يظهر تعدّد المؤثرات في فن إراندوست الذي ولد في طهران لأم إيرانية وأب نصف إيراني ونصف صيني، وكان جدّه، وهو مهندس صيني، قد حضر إلى إيران في عهد رضا شاه، أول ملك لسلالة بهلوي في النصف الأول من القرن العشرين واستقرّ في البلاد.

بدأ الفنان التصميم الغرافيكي عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، ثم بدأ تعلّم الرسم تحت إشراف رحيم نافاسي (نافيهسي) أحد الرسّامين الواقعيين الأكثر شهرة في إيران، قبل أن يلتحق بـ "جامعة آزاد" ويدرس فيها الفنون الجميلة.

دلالات
المساهمون