الجحيم هو المستقبل

05 سبتمبر 2015
آدم حنين / مصر
+ الخط -

في رواية دان براون الأخيرة "الجحيم" اهتمام واضح بأزمة البيئة ومستقبل الصحة في العالم، والخطر المحدق بهما بسبب تزايد عدد سكان الأرض، وتناقص الموارد الطبيعية على نحو متسارع، وكثرة الأزمات الدولية السياسية والاقتصادية.

خلف الحبكة الروائية المشوقة، نقرأ نبرة نقدية وتحذيرية في الآن ذاته، مما آل إليه الإنسان المعاصر من أزمات مركّبة، ما فتئت رقعتها تتسع، لتمسّ كل العالم.

نستنتج من الرواية أنّ مشكلات البيئة والصحة والمناخ هي في أصلها مشكلات أخلاقية، تسببت فيها الرأسمالية الجشعة التي أقامت النظام الاقتصادي والسياسي على تراتبية غير عادلة، تقوم على احتكار الحياة في نطاق جماعات النفوذ واللوبيات المالية، التي وجدت أن الحل لاسترجاع التوازن الطبيعي في العالم هو بإبادة أكبر عدد ممكن من البشر، خاصة أولئك الذين يمثّلون الشريحة الأكبر من الفقراء في العالم الثالث.

فمستقبل "العالم المتقدم" يكمن، في نظرهم، في تناقص عدد سكان العالم الثالث. لهذا فإنّ اختلاق الصراعات والحروب واختراع الأوبئة والفيروسات الفتاكة هي جزء من استراتيجية تأمين وجودهم والمساهمة بقدر كبير في إبادة فائض البشرية.

تطرح "الجحيم" منظوراً مفزعاً للمستقبل القريب، الذي هو جزء من مخاوف الإنسان المعاصر الذي يجد نفسه في مواجهة أمراض لم يسمع بها من قبل.. تظهر بشكل مفاجئ، ثم تختفي لتظهر بصيغة أكثر شراسة.

نرى كيف تمتزج قوة المال بقوة العلم لتشكّل قوة تدميرية رهيبة، وكل هذا سببه موت الوازع الأخلاقي وغيابه في تنظيم هذه العلاقة وتكييفها، لخدمة الإنسانية وليس لخدمة جماعة فقط.

دلالات
المساهمون