"السلوك لمعرفة دول الملوك".. ندوة وطبعة جديدة

22 مايو 2018
(قلعة صلاح الدين في القاهرة، تصوير: أنطونيو بيتو، 1870)
+ الخط -

يعدّ العالم المصري تقي الدين المقريزي (1364 – 1442) أحد أبزر تلامذة ابن خلدون، والذي استنئس بمنهجه في التأريخ، حيث وضع العديد من المؤلّفات مثل "الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك" الذي تتبّع فيها زيارة ثلاثة عشر خليفة وملكاً إلى الحجاز، و"شذور العقود في ذكر النقود" الذي يعتبر مرجعاً في دراسة تاريخ الأزمات الاقتصادية في عصره.

اتكأت كتاباته على أساس علمي متين، حيث ركّز على تأويل الأخبار والبحث في أسبابها وخلفياتها وتداعياتها، فدرس العديد من الظواهر الاجتماعية مثل الأمراض والمجاعات والسياسات الضريبية والمالية، وكانت لديه انتقادات كثيرة لقمع السلطة وسوء إداراتها.

في أولى ندواتها الرمضانية، تقيم "الهيئة العامة لقصور الثقافة" عند الثامنة والنصف من مساء اليوم في "وكالة بازرعة" في القاهرة، لقاء لمناقشة كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك" للمقريزي الذي حققه الباحث عبد العزيز جمال الدين، والصادر عن سلسلة "ذاكرة الكتابة"، ويديرها الكاتب عماد مطاوع.

يؤرخ الكتاب لفترة حكم الدولتين الأيوبية والمملوكية حيث تناول شخصيات وأحداث مهمة في تلك المرحلة، وختم به مؤلفاته الكبرى عن تاريخ مصر في العصر الإسلامي، وسبقه مؤلّفان هما "عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط"، و"اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الخلفاء"، وقد انتهى منه المقريزي أواخر سنة 844هـ/1440م، أي قبيل وفاته بعامين.

قدّم المقريزي في أربعة أجزاء ضخمة صورة شاملة عن الفترة الممتدة منذ نهاية القرن الثاني عشر وصولاً منتصف القرن الخامس عشر، متناولاً تاريخ النظام السياسي وأبرز محطاته وخلفيات اجتماعية وشخصية عن الملوك والولاة.

وكان الباحث والمحقق حسام عبد الظاهر قد انتقد هذه الطبعة، ووصفها بأنها "نشرة سقيمة"، وقال إن "إقامة ندوة حولها يمثل مهزلة ثقافية"، مشيراً إلى أنه يمثل "طبعة رديئة للكتاب، وقد كان من الأولى نشر الطبعة التي حققها العالمان محمد مصطفى زيادة وسعيد عبد الفتاح عاشور، والتي تُعد أفضل طبعات هذا الكتاب حتى الآن".

المساهمون