"جائزة إسماعيل فهد إسماعيل".. صداقة لا تنقطع

10 مايو 2019
(إسماعيل فهد إسماعيل)
+ الخط -

في عصر الجوائز الروائية المختلفة ذات القيمة المادية الكبيرة في بلادنا والمبهرجة بوسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، قد تأتي جائزة صغيرة لا ترغب في مزاحمة القوائم الطويلة والقصيرة، بل إنها تبحث عن أصوات جديدة تقدمها إلى القارئ العربي، من ذلك "جائزة مي غصوب" التي أطلقتها "دار الساقي"، وقبلها "جائزة سركون بولص" التي أطلقتها "منشورات الجمل" و"جائزة أسامة الدناصوري" التي أطلقها أصدقاء الشاعر، والجديد هو جائزة "إسماعيل فهد إسماعيل" التي أطلقتها "دار العين" المصرية قبل أيام قليلة وخصصتها للرواية القصيرة.

الفرق في جائزة "العين" أنها من دار مصرية وتحمل اسم إسماعيل (1940 - 2018) الروائي الكويتي الذي رحل العام الماضي. في حديثها إلى "العربي الجديد"، تبيّن النشرة المصرية فاطمة البودي: "أعرف إسماعيل من زمن، بحكم ترددي على معرض الكويت للكتاب بانتظام كما أنه صديق لأصدقائي، لكن معرفتنا تعمّقت مع الوقت، خصوصاً حين وصلت روايته "السبيليات" إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية، وكان عندي رواية في هذه الدورة، فالتقينا لثلاثة أيام واقتربت منه إنسانياً أكثر، وتعرّفت على شخصية اسثنائية فعلاً".

مع الوقت تحوّلات الصداقة التي جمعت بين البودي وإسماعيل إلى علاقة ناشرة بكاتب أيضاً، وعن ذلك تقول: "قدّرت لإسماعيل أنه خص دار "العين" بنشر روايته "على عهدة حنظلة"، وهي رواية مهمة تتحدث عن رسام الكاريكاتير الفلسطيني المناضل الذي تم اغتياله ناجي العلي، وهذا العمل بالذات أعتز بنشره بشكل خاص".

وفي عصر تهيمن فيه الهويات حتى على عملية النشر والجوائز، وإن فكّر ناشر عربي بتقديم جائزة فإنها تحمل اسم كاتب من جنسيته، تخرج البودي عن المألوف في أوساطنا الثقافية. توضّح: "أريد أن أقول إن الأدب عابر للهويات. إسماعيل فهد إسماعيل حالة متفردة في احتضان الشباب، وبيته كان مفتوحاً للجميع، يصادق المواهب التي يجد فيها بذرة مبدع أو مبدعة ويتبناه. هذا النموذج أثار اهتمامي، لأنه لم يقم به مرة أو مرتين، بل كان بصمة في شخصيته".

الجائزة ليست مالية؛ بل إنها تقوم على نشر الكتاب الذي تختاره لجنة التحكيم المكوّنة من الروائية ليلى عثمان، رئيسة لها، والكاتبة الأكاديمية إقبال العثيمين والروائي سعود السنعوسي من الكويت، أما من مصر فيحضر الروائي إبراهيم فرغلي، والناقد أيمن بكر. وربما يكون في خلو الجائزة من قيمة مالية، فرصة لكي تتنافس النصوص المتقدمة على النشر فقط وليس لأي سبب آخر.

تختلف جائزة صاحب "النيل يجري شمالاً"، في أن دافعها الصداقة بين البودي وإسماعيل، والإعجاب  بين القارئة/ الناشرة والكاتب الراحل، فهي محاولة للحفاظ على استمرارية عادته في دعم الكتّاب الشباب حتى بعد رحيله، إذ تشترط الجائزة ألا يتجاوز عمر المتقدم لها الأربعين عاماً، وأن يتقدم في موعد لا يتجاوز الثلاثين من آب/ أغسطس المقبل. 

حين رحل صاحب "في حضرة العنقاء والخل الوفي"، بادر كتّاب كثر إلى سرد قصص لقائه بهم، واطلاعه على مخطوطاتهم أو التقاهم قبل أن ينشروا كتاباً واحداً، ومنهم سعود السنعوسي والراحل ناصر الظفيري وخالد النصر الله ومحمد النبهان. 

المساهمون