حنجرة في المطر

05 سبتمبر 2017
دييغو ريفيرا / المكسيك
+ الخط -
قلتُ لها اكتبي في الردهات الطويلة
حيث يُمدّدون جثمان الحق
منذ فجر الخليقة
لا تسألي عن أحدٍ
النادبات مشغولات بجنائز تجّار المدن وشيوخ الصحراء
المعزّون منشغلون بلعب الورق في مقاهٍ عشوائية – يزعمون أنهم لم يعثروا على أهلٍ للفقيد،
والمشيّعون طائشون في جنائز البلدان.

قلتُ لها اكتبي قرب الجثمان
(كم أودّ أن أدفن كلماتي معه)
فهو يحبّ الكتابة.

■ ■ ■

قلتُ لها هناك بلدٌ اسمه المكسيك
نزلته في العاصفة
تعرفين أني أحلّق بأجنحةٍ مكسّرة
ولهذا لم تضرني الأمطار اللامبالية
قلتُ لها هناك بلدٌ يغني
يصير كلّه حنجرةً في المطر
لشدّ ما أُشبِه صوته
وأنا أتملّى صورتي تمحوها خيوط أمطاره الملوَّنة
يُعذّبها المستكشفون

■ ■ ■

امرأة تُشبه الحب قالت لي:
"إيزابيل لا كاثوليكا" بترتْ أطرافي الأربعة
لكنني ما زلتُ جميلةً
ثم أكملتْ أُغنيتها كأنها لم تقل شيئاً
كانت تجلس على العشب
بحثت عن يدي لأقول لها شيئاً
لم أستطع
يدي، هي الأخرى، بترتها "إيزابيل لا كاثوليكا".

■ ■ ■

قلتُ لها مشدودةٌ قبضتي
جئتُ وغادرتُ فقط لأسمَع صوتكِ
كنتُ جائعاً وكان صوتكِ
أطيب من خبز جميع الشعوب.

جائعون لكننا لا نريد خبراً
نريدُ صوتكِ.

المساهمون